تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون عاماً فتجد له أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ثم تجلس وعمره ثلاثون عاماً أو أربعون عاماً فتجد قدراته هي هي لم يتطور فيه شيء لا فكراً ولا منطقاً ، بينما تجلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم ....تجده كل يوم متطوراً عن اليوم الذي قبله ، بل لا تمر ساعة إلا ارتفع بها ديناً أو دنيا فتعالى أخي الكريم نتعرف على أنواع الناس في ذلك وتعالى نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ودعنا نأخذ أحدث الوسائل التثقيفية ألا وهي .
1 - القنوات الفضائية مثلاً : من الناس من يتابع ما ينمي فكره المعرفي ويطور ذكاءه ويوسع ثقافته ومداركه ، ويستفيد من خبراته وخبرات الآخرين من خلال متابعة البرامج التثقيفية المفيدة والحوارات الهادفة مكتسباً منها مهارات رائعة في النقاش واللغة والفهم وسرعة البديهة والقدرة على الحوار والمناظرة وأساليب الإقناع .
ومن الناس من لا يكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة .... أو مسرحية عاطفية .... أو فلم خيالي مرعب ..... أو أفلام لقصص افتراضية تافهة لا حقيقة لها.
تعالى بالله عليك ننظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات أو عشر ...... أيهما سيكون أكثر تطوراً في مهاراته وقدراته الحوارية والفكرية وسعة الاستيعاب والثقافة والإقناع وأسلوب التعامل مع الأحداث .
طبعاً وبلا شك أو ريب أنه الأول لأن أسلوبه مختلف . نراه يستشهد بأدلة مفيدة كالنصوص الشرعية ، والأرقام العددية والحقائق العلمية المقنعة .
أما الثاني يستشهد بأقوال الممثلين أصحاب الخيال الواسع والمغنين ..... حتى قال لي أحدهم ونحن في جلسة حوار علمي رداً علي قائلاً أما سمعت أن الله يقول : اسع يا عبدي وأنا أسع معاك فنبهته إلى أن هذه ليست بآية فارتبك وتغير ووجهه وسكت .... ثم تأملت العبارة فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من إحدى المسلسلات.
2 – متابعة الصحف والمجلات : بل تعالى أخي الكريم إلى جانب آخر ألا وهو قراءة الصحف والمجلات كم هم الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعة التي تساعد على تطوير الذات وتنمية المهارات وزيادة المعارف ..... بينما كم الذين لا يكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية ........... حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية على حساب غيرها ..... وقل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها وأوقاتنا التي نصرفها ، وأخيراً أقول فإذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً احرص على تتبع المهارات أينما كانت ... درب نفسك عليها والأمثلة كثيرة اكتفيت بهذا القدر خشيت الإطالة ولكم مني التحية ولاحترام .