الصلاة عماد الدين وحظوة المسلم
إن من أوجب الواجبات التي أوجبها الله على عباده ، وأجل الفرائض التي افترضها الصلاة . فالصلاة عماد الدين وآكد أركانه بعد الشهادتين ، وهي الصلة بين العبد وربه ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإذا صلحت صلح سائر عمله ، وإذا فسدت فسد سائر عمله ، وهي الفارقة بين المسلم والكافر ، فإقامتها إيمان، وإضاعتها كفر ، فلا دين لمن لاصلاة له ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، ومن حافظ عليها كانت له نور في قلبه ووجهه وقبره وحشره ، وكانت له نجاة يوم القيامة ، وحُشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف.
يقول الإمام أحمد رحمه الله في كتاب الصلاة : جاء في الحديث الشريف : ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) . رواه مالك في الموطأ ، وقد كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق : إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، وقال أيضاً : فكل مستخف بالصلاة مستهين بها فهو مستخف بالإسلام مستهين به ، وإنما حظهم في الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة ، فاعرف نفسك يا عبد الله واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك ، فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك، وهذا ما جاء في الحديث الشريف ( الصلاة عمود الدين) لقد رواه كثير من المحدثين ولكن ضعفه الألباني . ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ولم يُنتفع بالطنب ولا بالأوتاد ، وإذا قام عمود الفسطاط انتفع بالطنب والأوتاد ، وكذلك الصلاة من الإسلام ، وجاء في الحديث الشريف : ( إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن تقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .إذن فصلاتنا آخر ديننا وهي ما نسأل عنه غدا من أعمالنا يوم القيامة فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين إذا صارت الصلا ة آخر ما يذهب من الإسلام .