ملابس العيد أسعار (نار).. وفقراء لا يجدون ما يرحمهم أكثر من أسواق البالة تحقيقات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أرملة "أخجل من إخبار أطفالي بمصدر ثيابهم حتى لا تكون فرحتهم منقوصة"
أسواق مكتظة بالزبائن .. ثياب من كل الأشكال تغص بها محلات الألبسة.. و زحمة مرور, مشهد بات يتكرر كل عام مع قرب الأعياد, ولكن اليوم ومع الازدياد الملحوظ في أسعار الثياب الجديدة وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة اضطر البعض تحويل الوجهة إلى أسواق (البالة) لأنها تبقى أرحم من أسعار الثياب الجديدة على حد اعتقادهم..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]واختلفت اتجاهات المواطنين حول الشراء من أسواق البالة فبعضهم يفضل الشراء من البالة بسبب الجودة العالية والبعض الآخر بسبب السعر المناسب ، فيما يتخوف آخرون من البوح بمصدر ثيابهم لأسباب تتعلق بالمظهر الاجتماعي..
وضعنا المالي يمنعنا من التفكير بالثياب الجديدة
أم فارس مطلقة ولها خمسة أولاد قالت إن "أسواق البالة هي المكان الأفضل للشراء في زحمة الأعياد وارتفاع الأسعار", لافتة إلى أنها "ستشتري ملابس العيد لها لأولادها من البالة لأن أسعار الثياب معقولة جدا وجودتها عالية فأغلب القطع الموجودة تكون أوروبية أما البضاعة الجديدة المتواجدة في السوق فأسعارها مرتفعة جدا مع انخفاض جودتها", مشيرة إلى انها لا تفضل البوح لأولادها وخاصة الصغار بأنها اشترت لهم ثياب العيد من البالة".
الشاب محمد كعائل لأسرته بعد وفاة والده منذ ثلاث سنوات, يقول "وضعنا المالي المتردي يمنعني من التفكير في التوجه صوب المحلات التجارية التي تحوي الملابس الجديدة في مواسم الأعياد , لذا فأنا أفضل دائماً الشراء من محلات البالة لأخوتي الصغار".
ولا ترى والدة محمد مشكلة في ذلك وتقول "يضم هذا السوق ملابس جيدة جدا وعملية تحتمل كثرة الغسيل والكي وبأسعار أقل مما يتصوره أحد, وللحق أخفي عن أطفالي الثلاثة أن ما أشتريه لهم من ملابس هو مستعمل حتى لا أتسبب في مشكلة نفسية لهم أو عقد نقص وغيرة من زملائهم , ومن ناحية أخرى فإنهم يعجبون جدا بها وليس هناك داع لأخبرهم بأماكن بيعها".
"يجب التخلص من ثقافة العيب"
وهناك من يرى ضرورة التخلص من ثقافة العيب والتأقلم مع الوضع الاقتصادي السائد فالسيد صالح الأحمد موظف يشتري ثيابه من البالة دون خجل ويقول "أتجول في أسواق البالة باستمرار وأكثر ما يلفت نظري الأحذية والجلديات، فالأحذية أصلية ومريحة وهي في نفس الوقت ذات أسعار مقبولة، ومعظم الثياب من ماركات عالمية معروفة ذات بموديلات عصرية, مشيراً "للغلاء الفاحش للبضاعة الجديدة وجشع التجار الذين باتوا يعرضون الطقم الولادي بسعر يزيد عن 2000 ليرة فما بالك بألبسة الكبار؟".
"أشتري مجموعة من القطع المستعملة بسعر قطعة جديدة"
تقول سهى الطالبة في كلية الآداب "عندما أذهب إلى سوق البالة أحمل مبلغاً لا يزيد على 2500 ليرة وأعود بتشكيلة جميلة من الملابس تسدد كل احتياجاتي فيالعيد , وبالمبلغ نفسه قد لا أتمكن من شراء جاكيت أو بنطال واحد في حال ذهبت إلى أحد المحلات التجارية المنتشرة في السوق".
وتتفق معها بالرأي صديقتها جميلة وتقول "أجد في ثياب البال تميزاً عما يوجد في السوق من ملابس وبأسعار رخيصة, ولكن بصراحة تبقى للثياب الجديدة في العيد بهجتها الخاصة, ولكن ارتفاع الأسعار يمنع ذوي الدخل المحدود من أمثالنا التفكير بالملابس الجديدة".
"الأعياد كانت لا تعد مواسم بيع لمحال البالة"
وعن مدى الإقبال على أسواق البالة في مواسم الأعياد التقينا محمد الصباغ الذي يعمل في مجال الألبسة المستعملة منذ أكثر من 10 سنوات حيث قال إن "الأعياد كانت لا تعد مواسم بيع جيدة لمحلات البالة لأن للعيد هيبته حيث يتم شراء البضاعة الجديدة خاصة للأطفال ولكن العيد هذه المرة يختلف عن مواسم الأعياد الماضية، مشيراً إلى أن "انتشار أسواق الملابس الأوروبية المستعملة في أماكن قريبة من المناطق السكنية في دمشق لم يؤثر على عملية البيع قدر تأثير البضاعة الصينية لما تحظى به من موديلات حديثة لكنها ليست ذات جودة عالية".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"زبائني في العيد من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود"
أمجد احد أصحاب محال البالة في منطقة الإطفائية قال "الإقبال على المحل في العيد ازداد هذا العام مما كان عليه في الماضي وزبائني في الأيام العادية هم من الفقراء والأغنياء على حد السواء, أما في العيد فالزبائن هم من أصحاب الدخول المحدودة والحالة المادية الصعبة نوعاً ما", ويستطيع المشترين هنا أن يجدوا ما يفي بحاجاتهم بأسعار معقولة وجودة عالية", ويلفت إلى أن "الربح يعتمد على الحظ في المقام الأول وعلى مدى القدرة الشرائية للزبون".
"الطلب المتزايد جعل ضعاف النفوس يستغلون حاجة المستهلك"
وحول اتجاه الناس إلى أسواق البالة سيريانيوز التقت رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني والذي قال إنه "من الطبيعي أن يتجه ذوي الدخل المحدود والوضع المادي الصعب إلى أسواق البالة لشراء ثياب العيد حتى ولو لم تكن تلك الثياب تفي باحتياجاتهم لأنها تبقى أفضل من عدم الشراء, فالجديد من الثياب بات يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار, حيث أن الطلب المتزايد على السلع جعل ضعاف النفوس من الباعة يضاعفون أسعارهم مستغلين اضطرار المستهلك للشراء في مواسم الأعياد".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويضيف "من المعروف اقتصادياً أن السوق المفتوح على مختلف البضائع المحلية والأجنبية يخلق جو من المنافسة بين البائعين بعرض البضائع ذات الجودة العالية بأسعار أقل ولكن في الأعياد وللأسف تصبح المنافسة في الأسواق برفع الأسعار أكثر نتيجة كثافة الطلب, وحتى أسواق البالة باتت تشهد ارتفاعاً بالأسعار نتيجة تنبه أصحابها إلى اتجاه الناس لها في ظل غلاء الثياب الجديدة".
"عدد المراقبين لا يتناسب مع عدد الأسواق"
وحول دور جهات الرقابة في الحد من هذه الظواهر التي وصفها بالسلبية قال دخاخني إن "الجهات التنفيذية المسؤولة عن موضوع الرقابة يجب أن تكثف جهودها, ولكن الحقيقة أن عدد المراقبين لا يتناسب مع عدد الأسواق التي أصبحت بالآلاف وبالتالي لا يستطيع المراقبون تغطية كافة الأسواق و ممارسة عملهم بشكل يمنع استغلال الباعة لحاجة الناس".