بســـم اللــه الرحمـن الرحيـم
لم أجد صفة أنعت بها أحد أصدقائي أجمل وأفضل من هذه الصفة التي تليق به بكل ماتحمل هذه الكلمة من معاني
فهو شاب من احدى المدن السورية على دين وخلق من النادر أن تجدهما في شاب في هذه الأيام حتى أني كنت أقول له لو عندي بنت لزوجتك اياها لكني غير متزوج وليس لدي بنت .يعمل هذا الشاب في احدى الشركات المعروفة عالميا بشهرتها واسمها الكبير
لم أكن أعرف هذا الشاب من قبل بل تعرفت عليه في بلد الغربة وأحبه وأكن له الكثير من الاحترام في قلبي .
ويمتاز هذا الشاب بالخجل الشديد من الجنس الأخر حتى اذا تكلمت معه احدى زميلاته في العمل وبخصوص العمل فان وجهه يتلون بألوان قوس القزح ويرتجف صوته ولايستطيع النظر اليها وربما يخطأ في الاجابة أو يرد عليها باللغة العربية بالرغم من سؤالها له بالانكليزية .
هذا حسب ماكان يسر لي به ( كمشكلة تواجهه وهو شاب عمره 30 سنة )
وكون هذا الشاب والحمد لله عفيف الخلق أراد الحلال- في زمان ومكان أصبح الحرام أسهل من شربة الماء- فقرر الزواج.
اتصل بي وأخبرني بأنه ذاهب الى سورية بعد أسبوع وطلب مني أن أعطيه بعض النصائح في حال ذهابه لرؤية فتاة بقصد الزواج - بالرغم من خبرتي المعدومة والغير مسبوقة بهذا الموضوع -كيف سيتصرف وماذا يقول ....الخ.
ثم سافر بمعنويات وروح قتالية عالية حتى أني ظننت أن العروس تنتظره في المطار وكانت ابتسامته حتى أذنيه وقام لأول مرة بتمشيط شعره ووضع ( الجل ) بالرغم من أنه أصلع ( أو ان صح التعبير أقرع )
وبعد حوالي ثلاث أسابيع أرسل لي رسالة الى هاتفي من سورية يطلب مني أن أنتظره في المطار في يوم وساعة محددين.
وفعلا ذهبت الى هناك وانتظرته فخرج الي مكفهر - مغبر - تعتلي حاجبيه غمامة من اليأس والاستسلام.
فاستقبلته كعادتي بالضحك والمزاح - كونه من مدينة اشتهر اهلها بالبساطة والعفوية والمزح الممزوج بخفة الدم وروح الفكاهة - لكنه كان جدي على غير عادته .
ركبنا السيارة وتوجهنا الى بيته وفي الطريق سألته عن حاله فسرد لي قصته قائلا :
ذهبت الى سوريةوكلي أمل أن يمن علي الله ببنت حلال أكمل نصف ديني وكون عمري شارف على الثلاثين تنازلت كثيرا على المواصفات التي كنت أطلبها في الفتاة
فقصدت عدة بيوت ورأيت عدة فتيات ورأيت العجب ؟؟؟
قلت ماذا ؟؟
قال : المسلمون يبيعون بناتهم لمن يدفع أكثر بحجة مايسمى بالمهر
والكل يشترط على العريس مايثقل كاهله وكاهل أهله بحجة( بنتنا بتستاهل ...حلوة ودارسة ومعروفة الخال والعم )وهذا مادفعني الى العزوف عن الزواج والعودة قبل انتهاء اجازتي ب20 يوم.
وأضاف انه ينصح كل أصدقاءه بعدم الذهاب الى سورية للزواج وانما الزواج من اي جنسية اخرى ومن اي دين لان العروس ستكون أرحم من العربية المسلمة ولن تطلب أي شيءعلى العكس ستترضى بخاتم من حديد(( وانا على ثقة بذلك ))
هذه قصة صديقي جعلتني أتسأل :
هل اذا ذهبت الى سورية وطلبت احداهن ( معروفة الخال والعم )وطلبت من والدهابأني لاأريد حفلة عرس بل سأخذ العروس وأسافر كوني لااحب المظاهر ((( أظن انه سيطلب مني الخروج من منزله فورا ))
أو اذا قلت بأني لا أملك المال الكافي هل سيدعني أكمل فنجان القهوة ؟؟؟؟
أو أتزوج أجنبية ((ليست مسلمة )) وأجعل منها أما لأبني الذي سأسميه محمد
أو أبنتي التي سأسميهاعائشة التي ستكون مثل أمها ؟؟؟؟
خيرات صعبة ....................
ماذا يفعل الشباب ؟؟؟؟؟؟
اخواني أعتذر على الاطالة وأسف على تشعب الموضوع وتشتت أفكاري لكن والله من حرقة قلبي.والله أني اعمل في مكان النساء فيه تكره الثياب كرها فظيعا ولكنني أحاول غض العين وحفظ النفس عل الله يرزقني الحلال ولكن الحلال غالي كثيرا .
فماذا نفعل ؟؟؟؟؟
ربما سيقول البعض هناك من يريد الستر ولا يسأل الكثير وانا أعرف لكن بنسبة قليلة جدا جدا .
قال عليه الصلاة والسلام (( أذا اتاكم من ترضون دينه ودنياه فزوجوه ))
ملاحظة : صديقي قام مؤخرا بخطبة فتاة عربية مسلمة وسيتزوج قريبا لكنه دفع كل ماعنده مهرا لها.
وأنا قررت بعدم الذهاب الى سورية لهذه السنة....