قصيدة للدكتور محمد الجمال ألقاها في المركز الثقافي في اللطامنة
يقول الشاعر كان لي صديق فأصبح يوماً مدير فكتبت هذه القصيدة أداعبه بها
خبرٌ جاءنا يشـــــقُ الأثيــــــرا = الصديقُ العظيم صارَ مديرا
و التهاني على الجرائدِ تبـــــدد = لعيون القرّاء روضا نضيرا
يا إلهي تقافزَ القلــــبُ حتــــــى = كــاد من فرحةٍ به أن يطيرا
المديرُ الجديد هــــــذا صديقــي = لا تلمني إذا ملئـتُ حبـــــورا
ليس سهلاً أن تكـــــون خَدينــاً = لمديرٍو أن تكــــون سميـرا
سوف أمشي مع المدير اختيالاً = أيها الناس لم أعد مغمـــــورا
صار في مكتب أنيقٍ مهيــــبٍ = فيه يبـــدو للزائرين أميـــــرا
فوق كرسيــــه الفخيم هِزبــــرٌ = يمـــلأ الجو كل حين زئيـــرا
آمراً , ناهيـــاً , عليه وقـــــارٌ = تجعل الوجه عابساً قمطريرا
أتمنى لك الثبــــات و خوفـــي = يا صديقي عليك من أن يدورا
و لـــــه خــادم يقــــدم حينــــاً = قهــــوةً مــــرّة و حينا عصيرا
و إذا صـــاح فالجميع يلبـــي = مثلما هبت في الجموع نفيــرا
جاء بسط الحياة بعد انقباض = فارفس الفقر و اهجر التعثيرا
أول الغيث قطرةٌ ثم يهمــي =فتنال السهـــــــول خيراً كثيــرا
كم تلا البازل السديس و أضحت =هينات الأمور أمــراَ خطيرا
كم مشى صاحبي على قدميه -= كــــــــم رأيناه راكبا سنفورا
و اشترى سمسماً نظيفاً جديداً و اشترى يامها فأمسى فخورا
انما تحته اليوم بذي بيجو فإذا مـــــر أطلق الزمــــــــــــورا
أملي زاد و المنى راودتني هل ترا يصبح الصديق وزيرا
وإذا الناس عن قريب تنادي ياصديق الوزير أُزهى غرورا
ضج في خافقي اشتهاء دفين هل تراني أغدو بيوم مديرا
ولعنت اليوم اللذي صرت فيه رغم أنفي دكتورا
هل ترى يستوي مدير جليل بالطبيب الذي يعيش اجيرا
أنا بين العفاة أزهقت عمري في مداواتهم هباءً نفيرا
بين مرضى أسمع منهم حين يأتون أنة و زفيرا
يا صديقي المدير إني طبيب قد قضى جل عمره مقهورا
قال لي: (نيشة العظيم)أطعني كن قويا بذي الحياة جسورا
قلت هذا الشيطان يريد شقائي مارد العزم لا يهاب المصيرا
ثم قررت أ ن أعيش حياتي خالي البال خاملاً مستورا
يأكل القط من عشائي فأغفي من هواني أغض الطرف الحسيرا
ليس لي سطوة فيخشى جنابي أو تحيل العسير يوما يسيرا
لم أعكر صفو الذباب ببيتي لا و لا دست عنوة صر صورا
أنا راض بما جنيت و حسبي بالحلال الشهي أجني السرورا
أمسح البؤس عن غضون جباه أشبعتها الشموس منها هجيرا
فإذا نمت نمت ملء عيوني هادئ البال مستريحا قريرا
يا صديقي المدير لا تنسى صحبا أدمنوا الضنك و الشقاء المريرا
لك في تربة العفاة جذور فاحتضنها و هب دماك الجذورا
أنت ركن لنا و أنت عماد و ستبقى للمعدمين نصيرا
كن شريفا فزخرف العيش و هم لا يساوي إذا انحرفت نقيرا
إن أغلى ما في الحياة ضمير فإذا مات فيك فادع ثبورا
إن يوم الحساب آت ستلقى كل شيء عملته مسطورا
وبحب الأوطان انت كبير و ستغدو إن خنتها صرصورا
اعذروني لم أكمل التنسيق لأن أخذت القصيدة وقت كبير