يانفحة الخير
هُبِّي علي وهُزِّي جَذعَ آمرتي
يانفحةَ الخيرِ قد ضجَّ الهوى فينا
واسقِي الفؤادَ فقد جفت مرابعُهُ
وغاض من نبعِه ما كان يسقينا
إني افتقدتُ وما يعقوبُ يُشبِهني
ماكان يرويه حبا كان يروينا
تَذبَّلتْ في فناءِ القلبِ أُترُجَةٌ
وأورقَ البُعد في الأحشاءِ سِكِّينا
قد كنتُ أسقيه عذبا لا يُخالطُه
إلا الرجاءَ وشيئا من مآقينا
وأكتمُ الحُبَّ في صدري فيفضَحُهُ
في حُلكةِ الليلِ شوق للمُحِبينا
وأرسمُ النُّورَ مِحراباً ومُعتَكفاٌ
فيُنبِتُ الصَخرُ من غاري رياحينا
غارت ينابيعُ كنتُ الزهرَ أُورِدُها
واصفرَّ من حُسنِها ما كان يُنشينا
وأينَعتْ في روابي النفسِ شائِكَةٌ
في ظُلمةِ البُعدِ تَنموثم تُؤذينا
تَكَسرتْ فوق موجِ البحرِ أشرِعَتي
لما ركبتُ وحسن البحرِ يُردينا
واستوطنت في ثنايا الروحِ غائِلةٌ
يا ليتني كنتُ نَسْياٌ إذ تُنَسِّينا
وبِتُّ أشربُ كأساٌ كنتُ أمقُتُها
حتى ثَمِلتُ وما عادت تُصَحِّينا
ناجيتُ من جنبيَ المكسورِ في غَلَسٍ
ياجابرَ الكسرِ جُدْ بالوصلِ يشفينا
مالي على الهجرِ صبرٌ رغمَ ما اقْتَرفَتْ
يُمنايَ من غَفْلةٍ كادتْ لَتُودينا
أبِقْتُ ياسيدي والعَفوُ أُمنِيَتي
وقدْ طَمِعتُ فبابُ العَفوِ يُغرينا
وجئتُ مُسْتَشفِعا بالحُبِّ يَصدُقُه
دمعي وشوقي وخوفي أن تُقالينا
أسكنتُ في خافقي المُختارَ تَقدِمَةً
وجئِتُ أَحبو لعلَّ الحقَّ يُعفينا
بَنَيتُ مِحرابيَ المَهدومَ واعتَكَفت
روحي به في هَزيعِ الليلِ تُحيينا
ورُحتُ أَزرعُ في بستاني ما يَبِسَتْ
واخْضرَّ ما كان بعد البُعدِ يُنجينا
إني انتهيتُ فهل يا رب مغفرةً
تُنْجي الغَريقَ وتَكْسو الرُّوحَ يَقْطينا
يا ربِ صلِّ على المختارِ ماسَطَعتْ
شمسُ الحياةِ ونَجمٌ في ليالينا
نزيه حرفوش