محمد عبد الوهاب المغلاج مشرف
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 05/11/2019
| موضوع: علمتني نملة سليمان : بقلم الشيخ محمد المغلاج الجمعة نوفمبر 15, 2019 2:08 pm | |
| علمتني نملة سليمان : بقلم الشيخ محمد المغلاج
+ = - علمتني نملة سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: قال الله تعالى في محكم التنزيل: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}. كلمات معدودة أنطق الله بها النملة، لكنها تحمل لنا دروسًا عظيمة، تستحق أن يقول المرء: علمتني نملة، فماذا علمتني النملة؟؟ نتعلم من تلك النملة عدة دروس وعبر نذكر منها: @الأول: فرد واحد قد يحيي أمة لقد علمتني النملة أن على المرء ألا يستقل جهده الفردي، فتلك النملة المعلمة واجهت أزمة عظيمة تجتاح أمتها بأسرها، خطر يحيق بأمتها قد يستأصلها، فلم تبال النملة بأنها فرد واحد،ولم تسوغ لنفسها القعود بدعوى أنها فرد لن تغني شيئًا، فنادت قومها: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون). @الثاني: تقديم المصلحة العامة على الشخصية إن هذه النملة قد عرضت نفسها للخطر، حيث أن أقدام البشر وخطواتها تمثل بالنسبة للنمل عشرات الأمتار، وهذا يعرضها حتمًا للخطر، خطر أن تسحقها أقدام الإنس أو الوحوش، لقد كان من المفترض في هذا الموقف أن تلوذ النملة بالفرار لا تلوي على شيء، ولكنها قد وقفت تنادي على أمة النمل تحاول إنقاذها، مقدمة في ذلك مصلحة أمتها على مصلحتها الشخصية. @الثالث: الانشغال بالجهد لا بتوقع النتائج قد ضربت لنا النملة مثالًا فريدًا في الاهتمام والانشغال بالجهد دون التركيز على النتائج المحتملة، وهذا لعمري سمت الأنبياء في الدعوة إلى الله تعالى، فهم يوظفون طاقاتهم في بذل الجهد، فعليه مدار الثواب والعقاب، وليس النتيجة، والتقصير إنما يأتي من ناحية الجهد وليس النتائج، @الرابع: تقديم الحلول العملية إن الملاحظ على مسلك النملة أنها لم تحذر فقط، ولكنها قدمت الحل العملي الذي يريح الأمة من عناء التفكير في المخرج من المآزق: (ادخلوا مساكنكم)، فإنها لم تطلق صيحات التحذير وتكتف بهذا الإنجاز، بل قدمت لهم حلًا عمليًا وهو الدخول إلى المساكن، وهذا كما رأت النملة الحل الأمثل نظرًا لأن الفرار إلى أي جهة على سطح الأرض يفوت على النمل الفرصة في النجاة أمام هذه الجحافل العسكرية القادمة،فقدمت حلًا سريعًا سهلًا يتلاءم وطبيعة النمل وإمكاناتها. @الخامس: حسن الظن بالله ثم بالناس دقق النظر في كلمات النملة: (لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)،لقد قدمت حسن الظن بسليمان وجيشه، لأن النمل صغير جدًا لا يكاد أحد يمشي على الأرض يلتفت إليه أو يجذب النمل انتباهه، فكونها في ذلك الموقف العظيم الخطر تحسن الظن وتزيد على كلمات التحذير تلك الجملة، فلا ريب أن هذا منطق بالغ الأهمية أراد القرآن بيانه للناس. والله تعالى أعلم وأحكم. |
|