الحب والبعض في الله حقيقته ومعناه. بقلم الشيخ محمدعبدالوهاب المغلاج
كاتب الموضوع
رسالة
محمد عبد الوهاب المغلاج مشرف
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 05/11/2019
موضوع: الحب والبعض في الله حقيقته ومعناه. بقلم الشيخ محمدعبدالوهاب المغلاج الخميس نوفمبر 07, 2019 4:37 pm
الحب والبعض في الله حقيقته ومعناه. بقلم الشيخ محمدعبدالوهاب المغلاج
ذكر ابن حجر عند شرح حديث الصحيحين: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. قال ابن حجر: وأن يحب المرء قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء. وقال المناوي: وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله: أي لا يحبه لغرض إلا لغرض رضا الله حتى تكون محبته لأبويه لكونه سبحانه أمر بالإحسان إليهما ومحبته لولده لكونه ينفعه في الدعاء الصالح له وهكذا. وقال أيضا عند شرح حديث أبي داود : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. قال: من أحب لله أي لأجله ولوجهه مخلصا لا لميل قلبه وهوى نفسه. وأبغض لله لا لإيذاء من أبغضه له بل لكفره أو عصيانه. وقال أيضا عند شرح حديث المسند: أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله عز وجل وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا أو تصمت. قال: أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله لا لغيره، فيحب أهل المعروف لأجله لا لفعلهم المعروف معه، ويكره أهل الفساد والشر لأجله لا لإيذائهم له. وكما أن الشخص يثاب إذا أحب لله، فإنه يثاب كذلك إذا أبغض لله، وفي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله" رواه الطبراني، وهو حديث حسن. وإذا كان الشخص يحب ما يحبه الله ورسوله ويكره ما يكرهه الله ورسوله، فهو من الراشدين السالكين طريق الحق، كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [الحجرات:7]. خلاصة: فالحب لله هو الحب للمؤمن من أجل دين الله وطاعته وامتثال أوامره لا لمصلحة دنيوية أو قرابة، والبغض عكسه، فهو بغض العاصي بسبب معصيته بقدر معصيته وبغض الكافرين والبراء منهم. والله تعالى أعلم وأحكم.
الحب والبعض في الله حقيقته ومعناه. بقلم الشيخ محمدعبدالوهاب المغلاج