الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل )
كاتب الموضوع
رسالة
انس الحاج احمد مشرف
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : الامارات عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
موضوع: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الأحد يناير 10, 2010 3:54 pm
شرح الحكمة:
يقول البوطي: "إياك أن تعتمد في رضا الله عنك و في الجزاء الذي وعدك على عمل قد فعلته، بل اعتمد على لطف الله وفضله و كرمه" وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث رواه البخاري " لن ُيدخل أحدكم الجنةَ عمله" قالوا: و لا أنت يا رسول الله، قال " و لا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" فالحديث يبين أن العمل ليس ثمنا للجنة. ومن بين أبرز دلائل اعتمادنا على أعمالنا هو نقصان رجائنا في عفوه تعالى لما يقل عملنا و تكثر ذنوبنا.
هنا نطرح سؤالا: هل نستحق الجنة بعرق جبيننا أي بالعبادات و الطاعات التي نقوم بها ؟
الجواب هو لا، ذلك أننا إن قلنا كذلك كأننا نقول أن الله رصد ثمن الجنة عباداتنا و طاعاتنا، و من ثم إن قمت بواجبي على أحسن ما يرام أكون مستحقا لقبض المبلغ…و هذا مما لا يجوز ذلك أنه منطق تعامل العبد مع أخيه العبد، أما تعامل العبد مع ربه، فلا يصح أبدا، لأن الله هو مالك كل شيء و هو من وفقنا لأداء تلك العبادات و الطاعات، قال تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) الحجرات:17.
فالعمل ليس بقدرة ذاتية، فقط تذكر حين تقول " لا حول و لا قوة إلا بالله" فلا حول من المعاصي و لا قوة على الطاعات إلا بالله عز و جل.
إذن فما معنى قوله تعالى (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل:32؟
و الجواب على ذلك:
1- أن الكلام هو من طرف واحد هو الله و ليس من طرفين متعاقدين
2- جعل الله العمل سببا لدخول الجنة تفضلا منه و إحسانا
فالواجب أن نقوم بما أمرنا الله به و نطمع في كرمه عز و جل و عفوه
و قد يسأل سائل: لماذا إذن نعبد الله مادامت رحمته هي ما تدخل الجنة؟
و الجواب أن العبادة حق الله على عبيده، و الجنة منحة و عطية منه عز و جل، قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ) الأعراف:156. و هذا مغزى العبودية، أن تؤدي العبادة على حقها ثم تتقمص دور المتسول الذي يسأل الجود و الإحسان من أهله.
و عودة إلى الحكمة…
فالمغزى العام منها ألا تعتمد على العمل حينما توفق إليه و ألا يقل الرجاء عند التقصير، ففي كلتي الحالتين نتطلع إلى جود الله و كرمه بقدر ما نخاف مقته و عقابه، و من ثم ينبغي أن يكون شعوران يتجاذبان أبدا، شعور الأمل في فضل الله وعفوه و هو الرجاء، و شعور الخجل و الخوف من غضبه.
إذن، كيف لا ينقص رجائي؟
ادخل باب التوبة، فلا رجاء و أنت مصر على المعصية. و التوبة تجعل الرجاء في نفس العاصي مزدهرا…
و احذر أخيرا…
أن يزداد رجاؤك كلما زدت إقبالا على الله، فذلك كذلك من علامة اعتمادك على عملك، فإنك إن فعلت قد يصل بك ذلك إلى أن تزداد ثقة بمثوبة الله عز و جل فيأتي يوم و تجزم أنك من أصحاب الجنة، و السبيل للابتعاد عن هذا المنزلق أن تتذكر أن حقوق الله على العباد لا تؤدى بالطاعات مهما كثرت، بل هي باقية.
و خلاصة الحكمة، أن المسلم يجب أن يعبد الله لأنه عبده و لأن الله ربه، و لا ينتظر مقابل عبادته الجنة فإنما هي منحة وفضل منه عز و جل و نقول كما قال الشاعر:
فإن يثبنا فبمحض الفضل….و إن يعذب فبمحض العدل
سميرالابراهيم المدير العام
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : تركيا عدد المساهمات : 2909 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الأحد يناير 10, 2010 7:30 pm
أنس الحاج أحمد كتب:
شرح الحكمة:
و احذر أخيرا…
أن يزداد رجاؤك كلما زدت إقبالا على الله، فذلك كذلك من علامة اعتمادك على عملك، فإنك إن فعلت قد يصل بك ذلك إلى أن تزداد ثقة بمثوبة الله عز و جل فيأتي يوم و تجزم أنك من أصحاب الجنة، و السبيل للابتعاد عن هذا المنزلق أن تتذكر أن حقوق الله على العباد لا تؤدى بالطاعات مهما كثرت، بل هي باقية.
و خلاصة الحكمة، أن المسلم يجب أن يعبد الله لأنه عبده و لأن الله ربه، و لا ينتظر مقابل عبادته الجنة فإنما هي منحة وفضل منه عز و جل و نقول كما قال الشاعر:
فإن يثبنا فبمحض الفضل….و إن يعذب فبمحض العدل
شكرا اخي ابو احمد على هذه الحكمة من حكم سيدنا ابن عطاء الله وهذه الزيبدة ملخصة فيالاقتباس فشكرا لك
د.عبدالرحمن مشرف
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 الموقع : ريف المدينة المنورة
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الأحد يناير 10, 2010 10:53 pm
إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق فيك ونسب إليك فنسأل الله نعالى أن يتفضل علينا دوما بدوام ذكره وطاعته ومراقبته موضوع رائع مشخص للأمراض التي تدخل القلوب وتجلي الحقائق ناصعة جزاكم الله عنا كل خير شيخنا الفاضل
أبو حمود عضو مميز
عدد المساهمات : 585 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الإثنين يناير 11, 2010 1:39 am
لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله هذه أحد الحكم لابن عطاء الله السكندري علمني اياها والدي رحمه الله
أشهد أن مقالكم لايدلنا إلا على الله فجزاكم الله عنا خير الجزاء و نسأل الله لنا و لكم يا أخ أنس أن يدخلنا الله في سعة رحمته و إن شاء الله نحن عند حسن الظن بالله
منصور بالله عضو مميز
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الإثنين يناير 11, 2010 2:23 am
بوركت اخي انس وجزاكم الله خيرا على الشرح الموفق
انس الحاج احمد مشرف
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : الامارات عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الإثنين يناير 11, 2010 6:33 pm
شكراً لمروركم الرائع وتعليقاتكم الأروع التي زينت الموضوع
الشيخ عمار كشيمه عضو مميز
عدد المساهمات : 404 تاريخ التسجيل : 15/12/2009
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الإثنين يناير 11, 2010 11:47 pm
شيخ أنس ما شاء الله كم من أناس لايقفو ن على حقيقة هذا الكلام بوركت الاياد ياشيخ أنس
yousefco معاون المدير
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا. الدولة التي يقيم فيها العضو : سوريا عدد المساهمات : 727 تاريخ التسجيل : 10/01/2010
موضوع: رد: الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل ) الجمعة يناير 29, 2010 6:27 pm
شكرا للشيخ انس الحاج احمد على هذا الموضوع القيم
الحكم العطائية ( من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل )