اللآلئ المنثورة
في الأحاديث
الضعيفة والموضوعة


(( أحاديث اشتهرت على الألسنة ))

خادم السنة النبوية
عبد الهادي أحمد السلوم
خريج كلية الشريعة جامعة دمشق

((إهداء))

إلى سيد الأولين والآخرين إلى سيدي محمد رسول الله سيد المحدثين الصادقين.
ـ إلى كل طالب علم ينشد الحق والحقيقة .
ـإلى كل واعظ وخطيب جعل العلم أمانة في عنقه.
ـإلى كل من يخطو وراء الحبيب المصطفى ويحبه .
ـ إلى كل غيور على شرع الله ودينه الحنيف .
ـثم إلى كل من علموني وأولعوني بكتابة الحديث وفقهه . إلى كل هؤلاء أهدي هذا الجهد المتواضع وأضع هذا الكتاب أمانة في طريق الدعوى إلى الله .

وكتبه : عبد الهادي السلوم
المقدمة
بسم الله الذي يبدأ به كل شيء وكل شيء لا يبدأ باسمه فهو أبتر والحمد لله الذي به أشرق كل شيء واستنار وأقمر ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته الميامين الغرر ........ أما بعد :
منذ ريعان صباي وأنا أستمع لأهل العلم وخطباء المنابر وهم يصدحون بالمواعظ وكم كنت أطرب معهم وخاصة عندما حفظت الشيء الكثير من أحاديث النبي  وبدون أن يذكروا...... وللأسف........ تخريج الأحاديث التي تذكر ، فكانوا يقولون ( قال رسول الله ) وفجأة ساقني القدر إلى كلية الشريعة ونشأت بها كأي طالب علم وعندما بدأت المقارنة بين ماسمعته وما أتعلمه تأثرت كثيراً لما علمت بأني كثير مما كنت أسمعه أحاديث موضوعة وضعيفة فعمدت بعون الله بهذا الكتاب إلى جمع مجموعة من الأحاديث المسموعة وخاصة القدسية منها ، فبينت فيها الضعيف من الموضوع مع تحقيق لهذه الأحاديث من مظانها المعروفة ثم عقبت بأحاديث نبوية كثيرة اشتهرت على ألسنة طالبي العلم والخطباء والوعاظ لتكون سهلة التناول بين أيديهم .
والله أسأل أن يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
// ما الذي دفعني إلى تأليف الكتاب //

ورد عن النبي أنه قال )) إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم))*
ذكرت في المقدمة مايختلج في نفسي من سماعي لأحاديث كثيرة كنت أحسبها صحيحة ، وفجأة وبعد أن قرأت في علوم الحديث واشتغلت بالتحقيق ذهلت لهذا وقلت : ( إن هذا الدين يجب أن يؤخذ من رجالاته الثقات ) وراجعت حساباتي لما قد كنت أسمع من قبل ، فتناسيت ما حفظت من شبابي وريعان صباي وبدأت أسير بخطوات ثابتة ودقيقة للوصول إلى الحقيقة والحق الأبلج الذي وقف العلماء عنده طويلاً وأفنوا حياتهم وأعمارهم كي يثبتوا لنا الضعيف من الموضوع عن غيره من الأحاديث ، ووضعوه في كتبهم المباركة .
ثم ومن أنا كي أقارن نفسي بهم لكني أنقل منهم نقلاً لأثبت ما كتبت وحققت في هذا الكتاب ...........
فالكتاب هدية من قلب متحرق وغيور على شرع الله إلى كل طالب علم ينشد الحقيقة والحق والله المستعان .......
وأرجو ربي أن يكون جهدي المتواضع في ميزان حسناتي في ((يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ))

والحمد لله أولاً وآخراً ً
.............................................................................
* ضعيف انظر كشف الخفاء برقم 796 ؟ رواه مسلم عن ابن سيرين
والجامع الصغير رقم 2546 ؟ رواه الحاكم في المستدرك عن أنس

// بعض المصطلحات الحديثية //
لا بدََّ لكل طالبِ علم إذا رأى عبارةً في كتب الحديث أن يعرفَ ماذا تعني هذه العبارة كعبارةِ (( حديث منقطع ـ موقوف ـ متواتر ـ موضوع ..........))
والآن أبدأ فأعرف الحديثَ الصحيح والحسن وأنواع الضعيف مع تعريف له ثم أذكر بعض القواعد الهامة لكل طالب علم .
1ـ الحديث المتواتر : هو الحديث الذي يرويه جمعٌ عن جمعٍ بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب كـحديث (( مَنْ كذبَ عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النّار )) *
2- الحديث الصحيح : هو الحديث الذي رواه العدلُ الضابط عن رسولِ الله  من غير شذوذ ولا علة .
3- الحديث الحسن : هو الحديثُ الذي رواه العدل الضابط الذي خفَّ ضبطه من غير شذوذٍ ولا علةٍ .
4- الحديث الضعيف : كلُ حديثٍ لم تجتمعْ فيه صفاتُ القبولِ في الصحيح والحسن .

أنواع الحديث الضعيف
1- المرسل : هو ما رفعَه التابعيُّ إلى النبي  دون أن يذكرَ اسمَ الصحابيَّ الذي رواه عنه وعند أهلِ الحديثِ يحتجُ به على أصح الأقوالِ .
2- المنقطع: ما سقطَ من سندِه راوٍ واحدٍ غير الصحابيِّ .
3- المدلس : هو الذي يرويه من عُرِفَ بالتدليس (هو أن يروي عمن لَقِيَه ما لم يسمعْه منه .
4- المعلل : هو الحديث الذي اطلع فيه على علةٍ تقدحُ في صحتِه .
5- المعضل : ما سقط من سندِه راويان فأكثر في موضع واحدٍ أو أكثر .
6- المضطرب : هو الحديثُ الذي يُروى على أوجهٍ مختلفةٍ وهو من أقسام المردود.
7- الشّاذ : ما رواه الثقة مخالفاً غيره من الثقات ولا يحتجُ به .
8- المنكر : ما رواه الضعيف مخالفاً فيه غيره من الثقات ولا يحتج به .
10ـ المتروك (المطروح) : ما رواه من يُتَّهَمُ بالكذبِ ولا يحتج به .

الأحاديث المشتركة بين الصحيح والحسن والضعيف
1- المرفوع : هو الحديث المضاف إلى النبي خاصة .
2- الموقوف : ما أضيف إلى الصحابي من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير .
3- المقطوع : ما رُويَ عن التابعينَ من أقوالهم و أفعالهم .
4- المُتَّصل : هو الذي اتَّصلَ اسنادُه من مبدَئِه إلى مُنتهاه .
5- المسند : هو الذي اتَّصلَ اسنادُه من مبدَئِه إلى مُنتهاه وأضيفَ إلى النبي  ..................................................................
*رواه أنس وأبو هريرة وهو صحيح متواتر ـ انظر الجامع رقم 9019


6ـ المشهور : هو الحديث الذي لايقلُ عددُ رُواتِه في كل طبقةٍ من طبقاته عن ثلاثةٍ .
7ـ المدرج : هو الذي يدخلُ في سندهِ أو متنِه ما ليس منه .
8ـ المصحف : ما وقع التغييرُ فبه بالحروف .
9ـ المحرَّف : ما وقع التغييرُ فبه بالشكل .
10ـ المُحكم : هو الذي لايعارضُه خبرٌ ولا دليل .
11ـ المبهم : هو الحديث الذي أغفِل اسمُ الراوي فيه .

ـ ماهي الإسرائيليات .......؟
هو اللون اليهودي و النصراني من الثقافة والأخبار .

ما هو الحديث الضعيف وهل يحتج به وما شروط الاحتجاج به
ـ عرفت الحديث الضعيف بأنه : الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات الصحيح والحسن.
ـ هل يحتج بالضعيف ؟ : لا يحتج به في العقائد ولا في الأحكام إنما فقط في فضائل الأعمال ....(1)
ـ شروط الاحتجاج بالضعيف : ذكر ابنُ حجر في الضعيف ثلاثة شروطٍ لقبولهِ :.(2)
1- ألا يكونَ ضعفُه شديداً .
2- أن يكونَ في فضائلِ الأعمال التي لها أصلٌ شرعيّ .
3- أن يكون له أصلٌ يندرجُ تحته ، أي أن لا يكون مناقضاً للأصولِ الشرعيةِ والأدلة الصحيحة .
4- وأضافوا إليه شرطاً رابعاً ـ ألا يكون ولا يعتقد به عند العمل بل يعتقد الاحتياط

وهذه أقوالُ العلماءِ به :
ـ قال العراقي : (شرح ألفية الحديث ) : تجوز رواية الضعيف من غير اسنادٍ ومن غير بيان ضعفِهِ إذا كان في غير الأحكام والعقائدِ .
ـ وقال الإمامُ أحمدُ : إذا روينا في الحلال و الحرام شدَّدنا و إذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا .
ـ وقال ابن حجر : يجبُ أن يكونَ الضعيفُ دائراً بين الإباحةِ والإستحباب والإحتياط العملُ به رجاءَ الثواب .
ـ وقال النوويُّ في الأذكار (7-8) قال العلماء والفقهاء من المحدثين يجوز ويستحب العملُ في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكنْ موضوعاً أما الأحكام فالحلالُ والحرامُ والبيعُ والنكاحُ والطلاقُ وغيرُ ذلك فلا يُعملُ به إلا بالحديث الصحيح والحسن .

.....................................................
1)ـ انظر كتاب الأجوبة الفاضلة للكنوي الهندي ـ تحقيق عبد الفتاح أبو غدة
2) ـ انظر كتاب تدريب الراوي صفحة 253




بعض المصطلحات في علوم الحديث
كلمة ( ورد ـ قيل ) تسمى صيغ تمريض .
قال النوويُّ رحمة الله عليه : يجوزُ ذكرُ الضعيفِ بـِ وردَ ـ وَـ قيلَ دون ذكر ضعفِهِ .
وقال رحمه الله : يجوزُ ذكر الحديثِ بدون سندٍ إذا عُلِمَ مكانُه في كتبِ الحديث المعتمدةِ كالصحاح والسنن الأربعةِ .
تعاريف :
ـ الثقة : من كان موثوقاً بدينه وروايته والثقةُ ليس دليلاً على صحةِ الحديثِ والحجة فوقَ الثقةِ .
ـ الحجة : هو من أحاط بثلاثمئةِ ألف حديث .
ـ الحافظ : هو من أحاط بمئةِ ألف حديث .
ـ الحاكم : من أحاط بجميع الأحاديث متناً وإسناداً وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً .
ـ ليس له أصلٌ : أي ليس له إسنادٌ فلا تقل قال رسولُ الله بل جاء وورد ونقل وبلغنا .
ـ الخبر والأثر : الخبرُ ما يُروى عن النبي . والأثرُ ما يروى عن الصحابة الكرام .
ـ أجمعتِ الأمة على صحةِ الأحاديثِ في الصحيحين لأن الأمة معصومة عن الخطأ .
ـ يرى أكثرُ المحدثين : أنَّ الحسنَ بكلي نوعيه حجة ويُعمَلُ به وإنه يشاركُ الصحيحَ في ذلك .
ـ الحديثُ الواهٍ والمتروك لا يعمل به مطلقاً .
ـ الحديث الموقوف لا يكون حجة إلا إذا كان في حكم المرفوع مثل أمرنا و نهينا .

يتبع في الموضوع القادم

جزاك الله كل خير يا شيخ عبد الهادي على هذا الموضوع الهام وهو من المواضيع التي نحن بأمس الحاجة اليها حتى يكون كلامنا موثقا , ولكن لفت نظري تعريفك للحديث المعضل فالذي أعرفه أن الحديث المعضل هو ما سقط منه راويان على التوالي حتى نفرق بينه وبين المنقطع كما عرفه سيدنا العلامة المحدث الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى في شرحه على متن المنظومة البيقونية.

الف شكر لكل من قرأ ورد الشيخ خالد شكرا لك

بارك الله بكم

جزاك الله كل خير اخي الشيخ عبدالهادي وجعلها في موازين حسناتك

شكرا للشيخ سمير الابراهيم على هذه المشاركة المفيدة والقيمة

مجهود طيب أبو أحمد والله ينفعنا بعلمك