دعاء الحسن البصري كما نقله ابن القيم:
الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا، وهديتنا وعلمتنا، وأنقذتنا وفرجت عنا، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبت عدونا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أولاً: ما يقال مرة واحدة:
1- عن شداد بن أوس، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سيد الاستغفار اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة" خرجه البخاري وغيره
2- عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضاً "أصبحنا وأصبح الملك لله"
رواه مسلم وغيره
3- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعلم أصحابه يقول: " إذا أصبح أحدكم فليقل اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور. وإذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير"
وقد وردت ألفاظ مختلفة لهذا الحديث، وما أثبتناه هو لفظ البخاري في الأدب المفرد واختاره شيخ الإسلام في الكلم الطيب، و ابن القيم في الوابل الصيب وهو المناسب من الروايات لأمرين:
أ- أن النشور مأخوذ من نشر اذا عاش بعد الموت ولذا ناسب أن يقال في الصباح: وإليك النشور، فإنه يقع في القيام من النوم وهو كالموت.
وناسب أن يقال في المساء: وإليه المصير لأنه يصير إلى النوم.
ب- أن النهار محل الكسب فيناسبه الانتشار، والليل محل السكون فيناسبه المصير.
والحديث رواه أبو داود والنسائي بلفظ: النشور في المساء والصباح واختار هذه الرواية الإمام النووي في أذكاره.
ورواه البغوي بلفظ المصيرفي المساء والصباح.
ورواه ابن حبان بلفظ المصير في الصباح ولم يرو المساء.
ورواه الترمذي بلفظ المصير في الصباح والنشور في المساء.
والحديث صححه ابن حبان، والحافظ ابن حجر، والألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح.
4- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه قال: يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل "اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رَبَّ كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه" وفـي روايـة "وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم. قال إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك" قال الترمذي. حديث حسن صحيح.
وانظر السلسلة الصحيحة رقم 2763
وقوله صلى الله عليه وسلم "وشركه" روى على وجهين: أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك: أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، والثاني شركه بفتح الشن والراء: حبائله ومصايده، وأحدها شركة بفتح الشين والراء وآخره هاء.
5- عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" قال وكيع: يعني الخسف
خرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
تنبيه:
الجمع بين العفو والعافية هو رواية ابن ماجه واختلفت نسخ أبي داود فالذي حققه الحوت موافق لرواية ابن ماجه بخلاف أكـثر النسـخ فإنه بالعافيـة دون العفو وهو الذي في نسخة المنذري
والسهارنفوري ونسخة دار ابن حزم، أما الذي في عون المعبود فقد جمع بينهما،
ورواية العافية فقط هي التي عند البخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الدعوات، أما الحاكم في المستدرك فلم يذكر العفو ولا العافية في الدنيا والآخرة بل ذكر العفو والعافية في الدين والدنيا …………..الخ.
6- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين.
رواه الدارمي وأحمد وزاد: إذا أمسى، والبيهقي في الدعوات، وصححه النووي والألباني، وقال في المجمع: رجالها رجال الصحيح.
وزيادة (وما كان من المشركين) هي في مسند أحمد والبيهقي في الدعوات.
7- عن عبد الله بن غنام، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته" أخرجه أبو داود والبيهقي في الدعوات وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما أما رواية أبي داود فمن غير (أو بأحد من خلقك)، وحسنه ابن حجر كما في فتوحات ابن علان.
8- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ تقولين إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
رواه البزار، والحاكم وصححه، وقال في المجمع: رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة.
9- عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك"
رواه أبو داود وسكت عنه، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد.
وفي المساء يقول: أسألك خير هذه الليلة فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها.
10- عن أم سلمة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حيث يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً"
رواه ابن ماجه وابن السني والطبراني في الصغير وأحمد في المسند، وأبو يعلى والنسائي في الكبرى.
قال البوصيري: رجال إسناده ثقات خلا موسى مولى أم سلمة فإنه لم يسمع.
وفي المجمع قال: رجاله ثقات
ونقل محقق المعجم الصغير عن الهيثمي أنه قال: إسناده جيد، وكذا قال الألباني في تمام المنة ص233، وحسنه الحافظ كما في فتوحات ابن علان.
11- عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه وأمره أن يتعاهد أهله في كل صباح: "لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك ومنك وإليك، اللهم ما قلت من قول، أو حلفت من حَلِفِ، أو نذرت من نذر، فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت كان وما لم تشأ لا يكون لا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير، اللهم ما صليتُ من صلاة فعلى من صليتَ، وما لعنتُ من لعن فعلى من لعنتَ، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفنى مسلماً وألحقني بالصالحين، اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنباً لا تغفره، اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيداً أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور، وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطية، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم"
رواه أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، وقال في المجمع: وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، ورواه الحاكم وصححه، وقال الذهبي: أين له الصحة؟ وبطريقيه يرقى إلى الحسن.
والفقرة الأولى من الحديث رواها أبو داود وفيها (كان في استثناء يومه ذلك) أي إن قائل هذه الكلمات في الاستثناء عن زلات لسانه يومه ذلك يعني يعفى عنه.
12- عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم "أن عبداً من عباد الله قال "يا رب! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء وقالا: يا ربنا! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. قال الله عز وجل، وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب، إنه قال: يا رب، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله، عز وجل، لهما: اكتباها كما قال عبدي، حتى يلقاني فأجزيه بها" رواه أحمد وابن ماجه
وفي الزوائد: في إسناده قدامة بن إبراهيم، ذكره ابن حبان في الثقات، وصدقه بن بشير، لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وقال المنذري: إسناده متصل ورواته ثقات إلا أنه لا يحضرني الآن في صدقة بن بشير مولى العمر بين جرح ولا عدالة.
وعضلت بالملكين أي اشتدت عليهما واستغلق عليهما معناهما.
13- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قال: ففعلت ذلك فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني.
رواه أبو داود وسكت عنه، وقال المنذري: في إسناده غسان بن عوف وقد ضعف.
14- عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول:"قولي حين تصبحين" سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح"
رواه أبو داود وسكت عنه، ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة، والبغوي في المصابيح.
15 –عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال حين يصبح {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون}
{يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون} أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته
رواه أبو داود وسكت عنه، ورواه ابن السني والبيهقي في الدعوات، والطبراني في الكبير وابن عدى في الكامل والعقيلي في الضعفاء، وضعفه البخاري وابن حجر وقال: لعل أبا داود سكت عن تضعيفه لأنه من الفضائل، وقال المنذري: في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه وكلاهما لا يحتج به.
قال في المجمع: فيه ضعفاء وثقوا.
16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حم المؤمن، إلى إليه المصير، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح"
رواه الترمذي وقال: حديث غريب، ورواه الدرامي بلفظ: لم ير شيئاً يكرهه حتى يمسي وحتى يصبح، ورواه البغوي وابن السني وضعفه الألباني.
17- روى ابن السني عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك، فقال: ما احترق لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم" ورواه من طريق آخر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل عن أبي الدرداء، وفيه: أنه تكرر مجىء الرجل إليه يقول: أدرك دارك فقد احترقت وهو يقول: ما احترقت لأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول" من قال حين يصبح هذه الكلمات – وذكر هذه الكلمات – لم يصبه في نفسه ولا أهله ولا ماله شيء يكرهه، وقد قلتها اليوم، ثم قال: انهضوا بنا، فقام وقاموا معه، فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم يصبها شيء.
والحديث ذكره ابن تيمية في الكلم الطيب وابن القيم في زاد المعاد بصيغة التمريض.
18- وروى أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يصيبه الآفات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل إذا أصبحت بسم الله على نفسي وأهلي ومالي، فإنه لا يذهب لك شيء" فقالهن الرجل فذهبت عنه الآفات.
رواه ابن السني وضعفه النووي وذكره ابن القيم في زاد المعاد بالتمريض.