إلى متى هذا التقليد الأعمى يا مسلمين ؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
لقد لفت انتباهي ظاهرة كست مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة وهي ظهور دمى من البلاستيك للمدعو" بابا نويل" والتي أصبحت تباع مثل الرغيف ويقبل عليها الناس إقبالا كبيرا. فكلما أدرت وجهي إلا ووجدت هذا العجوز المنفر أمامي , في الشارع, في المحلات التجارية, في أماكن العمل, فلم أعد أفهم شيئا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأمس بينما كنت في مقر عملي جاءتني زبونةومعها ابنها الصغير وهو يحمل هذا "البابا ويل" بين ذراعيه.
بعد أن قضيت حاجتها, نظرت إلي مليا وشكرتني ثم قالت لابنها ألا تقدم هدية رأس السنة للسيد ؟ أجابها : نعم بكل تأكيد . فقدم إلي" دمية العجوز ذو اللحية البيضاء ". تفضلي وسنة سعيدة.
أجبته وأجبتها بلطف : معذرة ولكن لا يمكنني أن أقبل الهدية.
تفاجأت وقالت لماذا ؟ أجبتها لعدة أسباب وقناعات.
قالت : وهل يمكن أن أعرف هاته الأسباب ؟
قلت : من حقك ذلك. أولا : لأنني لا أحتفل برأس السنة الميلادية بل أحتفل بالهجرية.
ثانيا : وقبل أن أكمل لك الأسباب. أجيبيني أولا ماذا تقصدون ببابا نويل هذا ؟؟؟؟؟؟؟
قالت : بابا نويل بالنسبة إلينا نحن كمسيح هو "Le Saint Gabriel" يعني " جبريل المقدس" يهبط من السماء كل سنة ويقدم الهدايا للأطفال الصغار المسيحيين ليعبر لهم عن حبه لهم وبأنه راض عنهم وبأن دينهم هو الحق".
قلت لها : حسنا وشجرة الصنوبر التي تحتفلون بها ماذا تعني ؟؟؟؟قالت : هي "Le Sapin" يعني شجرة الصنوبر التي أكلت منها "La Sainte vièrge" يعني " القديسة مريم العذراء" عندما أحست بالجوع بعد الولادة.
قلت لها : وبالنسبة للهدايا التي تقومون بثتبيتها في شجرة الصنوبر ماذا تعنون بها ؟
قالت : الهدايا تثبت في الشجرة ويقوم الأطفال الصغار وذلك بالتناوب بزعزعة الشجرة ونفضها والهدية التي تسقط تكون من نصيبهم.
قلت لها : الآن سوف أكمل إجابتي لك لأنني كنت أعلم بكل اعتقاداتكم التي تنافي اعتقاداتي كمسلمة لكن أحببت أن أسمعها منك أولا حتى لا تنكري ما تعتقدون به.
أولا بالنسبة للعجوز الذي تمثلونه في شخص الملك جبريل رضي الله عنه فحاشى لله أن يكون جبريل كذلك. جبريل من أجمل الملائكة وأكثرها قربا من الله تعالى ومن أحبها إليه. وهو لم يسبق أن نزل عند بشر غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان رسولا بينه وبين ربه.
ثانيا : مريم العذراء رضي الله عنها وأرضاها لم تأكل من شجرة صنوبر كما تعتقدون بل من شجرة نخل وعندما هزت الشجرة لم تتساقط عليها الهدايا كما تزعمون بل رطب "التمر".
عرفت الآن لماذا لم أقبل هديتك لأنه بكل بساطة لا أؤمن بما تؤمنون إذن لم سأحتفل بما تحتفلون ؟؟؟
أجابتني بعين براقة تريد أن تعرف المزيد : لكنني سبق وأهديت الهدية نفسها للعديد من الناس وقبلوها . كما أن المسلمين يحتفلون معنا دائما برأس السنة ولم أسمع من أحدهم هذا الكلام من قبل ؟؟؟؟؟
أجبتها : أولئك لا يعرفون من الإسلام إلا ماعرفتم أنتم من المسيحية ويكيفون الإسلام على هواهم مثلما كيفتم المسيحية على هواكم فالمسيحية الحقة أتت بنفس ما أتى به الإسلام لكن مع الأسف حرفتم كل شيء !!!
طأطأت رأسها لأنه تبين بأن كلامي لم يعجبها هاته المرة.
فقالت لي على الأقل ومن الأدب كان عليك أن تقبلي الهدية من طفل صغير ولا ترديها أجبتها : لأن ديني علمني كيف أكون في قمة الأدب لم أقبل هديتك.
قالت والحيرة تبدو على وجهها كيف ؟
أجبتها لأنك لو أهديتني هدية لا تمس معتقداتي لقبلتها على الرحبة والسعة و لاحتفظت بها مدى حياتي . وإنه كان بإمكاني أن آخذها منك وأجاملك ثم ألقي بها في القمامة مباشرة بعد خروجك. ولكن ديني أمرني أن أحترم ديانة و مقدسات غيري حتى لو كانت هاته الدمية وياليتكم تصلون يوما إلى أدبنا واحترامنا و تتشبهون بنا أنتم لأنكم لم تتوانوا لحظة في رمي كتابنا المقدس "القرآن الكريم" في القمامات والمراحيض.
قالت متمتمة : أشكرك جدا وسامحيني فأنا لم أقصد مضايقتك. ففعلا قد أقنعتني بجوابك وتسامحك.
قلت : الحمد لله والشكر لله وحده على نعمة الإسلام.
ودعتني وعندما وصلت إلى باب الخروج أدارت رأسها ورمقتي بنظرات لم أفهم معناها إلى الآن ثم ابتسمت وخرجت.
بعد أن غابت عن عيني مباشرة تذكرت قول الله تعالى :
{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ،ولتأخذوا مثل أخذهم إن شبراً فشبراً وإن
ذراعاً فذراعاً وإن باعاً فباعاً ،حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه".
إخوتي في الله,
آن الآوان أن نجعل لنفسنا قيمة وشأنا ونترك التبعية الغربية في كل شيء. فبابا نويل وشجرة الصنوبر وسهرات رأس السنة ليست من ديننا ولا من معتقداتنا.
* فسوف لن تموت إن قاطعت سهرات رأس السنة في القنوات الفضائية.
* وسوف لن تموت إن لم تأكل الكعك ليلة رأس السنة فأمامك 364 يوما غير هذا اليوم كل فيه الكعك كيفما تشاء.
* وسوف لن تموت إن لم تشتري بابا نويل وشجرة الصفصاف.
لكنك فعلا سوف تموت إن تخليت عن دينك وعصيت أمر ربك ونبيك اللذان أمراك بمخالفة أهل الكتاب في كل شيء. وإن أردت فعلا أن تقلدهم فقلدهم في العلوم والأبحاث والاختراعات وليس في التفاهات.
اللهم أصلح شأن الأمة الإسلامية.