فضل الله لايرد ولا إعتراض على قضائه
بقلم د.عبدالكريم عبدالحميدالخلف
أحبابي قبل ساعات من كتابة مقالي هذا شاهدت موقفا أدهشني كثيرا وجعلني أتعجب فترة طويلة أن رجلا رزقه الله بمولودة بنتا فغضب وزمجر وتأفف حتى أنه وصل به الأمر إلى عدم إكمال حوائجها وأي طلب يخص المولودة يرفضه
– فهذا الرجل يرد فضل الله عليه ويعترض على قدر الله . والآم والمولودة ليس لهم من الأمر شيئا
– فهل يريد هذا الرجل وأمثاله أن يعيش عقيما بلا ذرية ويضيع عمره وماله وهو ينتقل من مستشفى لآخر للبحث عن الحمل أو يريد أن يبتليه بمولود ولدا مريضا أو معوقا يقضي طوال عمره وهو يبحث عن علاجه أو يريد أن يبتليه الله بمولود ذكر يجلب عليه مصائب الدنيا كلها ويجعل حياته جحيما لا يُطاق
– أنسي هذا الرجل فضل البنات وتربيتهن وما جعل الله لأبي البنات من مزية عظيمة ألا وهي دخول الجنة والنجاة من النار
كما ورد في جديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من عال ابنتين أو ثلاثا ، أو أختين أو ثلاثا ، حتى يبن أو يموت عنهن ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها } .
– نعم فمن رحم بنته أو بناته محتسبا الأجر من الله فلن يُضيع الله أجره
– ومن تأمل الواقع الذي نعيشه يرى مدى الرحمة والعطف عند البنت على والديها عكس ما يصدر من الولد
أحبابي إليكم هذآ المشهد . التقى رجلان كبار بالسن بمسجد أحدهما نظيفا مرتبا وذو رائحة عطرة وعليه أثر الاهتمام وأما الآخر فرث الثياب عظيم الهم نحيل الجسم فقال هذا المسكين لهذا النظيف ما سر هذا الحال الجميل الذي تعيشه قال: رزقني الله ثلاث بنات ولم يأتيني ولد فرضيت بعطاء الله لي وعشت مع بناتي وكن لي خير معين ووجدت منهن الرحمة والخدمة بدون أي تأفف وكنت إذا مرضت يقفن عند رأسي منهن من تقرا علي والأخرى تعطيني الدواء والثالثة تهتم بفراشي ولحافي شعرت أني بينهن ملك مخدوم تزوجن كلهن ووضعن جدول بينهن فترة الصباح تأتي إحداهن وتصنع لنا الإفطار وتنظف البيت ثم تذهب إلى زوجها وعند الظهر تأتي الثانية وتصنع لنا الغدا وفي المساء تأتي الثالثة للعشاء وأسعد اللحظات عندي إذا حضر أولادهن الصغار .
فقال الآخر : أما أنا فذريتي أولاد وكم تعبت على تربيتهم ومنذ أن تزوجوا لا أراهم إلا على فترات متقطعة وأنا وزوجتي لوحدنا في البيت كأننا مساكين فياليتهم كانوا بنات لكي أعيش كما تعيش أنت .
– وهذا رجل رزقه الله أولاد وفي آخر عمره رزقه الله بنتان يقول هذا الرجل لم أشعر بالرحمة والعطف إلا مع بناتي وإني أتمنى أن أخرج قلبي وأعطيه بناتي أما أولادي فتعبت عليهم لكن لا أراهم إلا قليل وإذا مرضت فبسببهم .
– وهذا رجل مسن يقول لم أدخل مركز الشرطة طوال عمري إلا بسبب شقاوة ولدي ويعلم الله أني تمر بي لحظات أتمنى موت ولدي أو أتمنى أني لم يكن لي ولد .
– وهذا رجل قال لولده الذي يدرس بالمرحلة الثانوية لماذا لا تسلم علي وتقبل رأسي فكم صرفت عليك فيقول الولد لأبيه وبصوت عال جميع الناس تصرف على أولادها .
ويقول الأب : بالمقابل عندي بنتا أكاد أجن إذا لم أراها فما تراني إلا تقبل رأسي وتشاركني همومي حتى أنها تقلم أظفاري
– طرفة : تزوج شاب بفتاة ولما ذهبوا إلى بيتهم اتفقوا جميعا على عدم استقبال أي ضيوف مهما كانوا فلما كان من الغد حضر أهل الزوج فلم يفتح لأهله الباب وبعد فترة حضر أهل الزوجة فلم تستطع رد أهلها ففتحت لهم الباب واعتذرت لزوجها بأنها لم تستطع رد والديها مرت السنوات وكان أول مولود لهم ولد فلم يفرح به الزوج وولد مولود ثاني وثالث والرابعة كانت بنتا ففرح بها وأقام حفلة كبيرة جدا بمناسبة قدوم المولودة ولما سألوه عن عدم إقامة حفلة للولد قال لهم البنت لن تُغلق أمامي الباب إذا حضرت إليها وأما الولد فسيغلق الباب أمامي من أجل زوجته كما فعلت مع والدي .ههههههه .
– وخلاصة الموضوع :
من كان يعتقد أن النفع في الأبناء فقط فالله تعالى يقول : آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا – وعليه نبارك لكل من رزقه بنتا بالأجر العظيم من الله إذا صبر وأحتسب ورضي بما أعطاه الله ورباهم التربية الحسنة . اللهم اجعلنا من الراضين بقضائك وقدرك