الخطأ السادس – وقوف الآباء أمام رغبات الأبناء ، وعدم مراعاة استعداداتهم الفطرية :
على المربين والدعاة ، والآباء والأمهات المخلصين أن يتحسسوا بعض الأمور التربوية الهامة ، ويهتمون بها جيداً ، موجهين أنظارهم إليها ، وعلى رأس هذه الأمور 0 معرفة ما يميل إليه الولد من رغبات ، وما يناسبه من أعمال ، وما يبتغيه من أهداف وغايات ، وآمال في حياته العملية .
ومن المعلوم أن الأطفال يتفاوتون من حيث الأمزجة ، والذكاء ، والتحمل ، والطاقة ، والاتزان ، ونحو ذلك ، ومن هنا لا بد على المربي الحكيم ، والأب الفطين وضع الولد في المكان المناسب الذي يتفق مع ميوله ، وفي البيئة التي يصلح أن يعيش فيها . فإذا كان الولد حاد الذكاء ، ولديه الرغبة في متابعة الدراسة ، وإتمام التحصيل العلمي ، أو عنده القدرة على الدخول في التخصصات العلمية كالطب ، أو الهندسة ، أو نحو ذلك من الأقسام العلمية التي لا يدخلها إلا من كان لديه ذكاء جيد 0 فعلى الأب أن يسهل لولده أسباب الوصول إلى هدفه وغايته، وتحقيق آماله ،
وإن كان ذكاء الولد متوسطاً فيعطى الاختيار إما أن يتابع الدراسة ضمن التخصصات التي تتناسب مع قدراته العقلية ، وإن كان عنده ميول حرفي كأن يرغب أن يتعلم صنعة ما ، أو مهنة من المهن 0 فعلى الوالد ، أو المربي أن يهيئ له الأمور حتى يصل إلى هدفه المنشود ، وإن كان الولد ذكاؤه محدود ، أو كان من النوع البليد 0 فعلى الوالد أو المربي أن يرشده إلى عمل يتفق مع إمكانياته العقلية ، ويلاءم مزاجه واستعداده ، وهذا ما يتضمنه حديث عائشة رضي الله عنها : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم ) (1) ، وكذلك حديث ابن عباس : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) (2) ، وعلى ضوء هذه التوجيهات النبوية في مراعاة ميول الولد ، طالب علماء التربية الإسلامية وبإلحاح ، وعلى رأسهم ( ابن سينا ) بمراعاة ميول الولد واستعداداته الفطرية ، وقدراته الطبيعية عند إرشاده إلى المهنة التي يختارها ، أو الدراسة التي يتوجه إليها ، وقد نادي ( ابن سينا ) بالعناية بدراسة ميول الصبي ، وجعلها أساساً لاختصاصه ووجهته حيث قال : " ليس كل صناعة يرومها الصبي مسكنة له مواتية ، ولكن ما شاكل طبعه وناسبه ، وإنه لو كانت الآداب والصناعات تجيب وتنقاد بالطلب والمرام دون المشاكل والملائمة ما كان أحد غُفلاً من الأدب ، وعارياً من الصناعة 0 وإذن لأجمع الناس كلهم على اختيار أشرف العلوم والآداب ، وأرفع الصناعات 0 وربما نافر طباع الإنسان جميع الآداب والصناعات فلم يعلق منه بشيء ، ولذلك ينبغي لمدير الصبي إذا رام اختيار صناعة أن يزن أولاً طبع الصبي ، ويسبر قريحته ، ويختبر ذكاءه 0 فيختار له الصناعات بحسب ذلك ) (1) .
وقد أعطى عبد الرحمن بن الجوزية كل الاهتمام والعناية بتوضيح أهمية الاستعدادات الفطرية التي لدى الصبي ، ومراعاتها في التوجيه حيث قال : " إن الرياضة لا تصلح إلا في نجيب ، والكوْدن ( البغل ) لا تنفعه الرياضة ، والسبع وإن ربي صغيراً لا
يترك الافتراس ) (1) ، والمقصود من كل ذلك فإن للذكاء والغباوة أثراً كبيراً في تفوق الولد ، أو إخفاقه في التكوين الثقافي ، والإعداد العلمي .

بارك الله بك دكتور عبد الكريم على هذه التوجيهات الأسرية الهامة التي تنفع الفرد والأسرة والمجتمع
تقبل تحياتي

الله يجزيكم عنا كل الخير دكتورنا العزيز لاندري ماذا وكيف نشكرك لهذه الدورس لااقول التوجهيه كما قال الاخوة بل الطبية

ربنا يديلك الصحة والعافية دكتور ربنا يجزيك الخير

بوركت سيدي الدكتوروجزاك الله خيرا

ممتاز كتير هذا الموضوع فلقدت حدثت عن النقاط التي يجب على المربين أن ينتبهو ن لها وأشكرك على توضيح النقاط بالنسبة لمرعاة ميول وقدرات الأبناء فعلا" إن كان الطفل عالي الذكاء علينا الانتباه لقدراته وأن ننمي له قدراته و أن نشجعه للوصول إلى بغيته و غايته مشكوووووورمرة أخرى

اكرمك الله دكتور انت ثروتنا العلمية لهذا المنتدى امثلة حية وواقيعية من حياتنا اليومية

توجيهات اسرية وتربوية ضرورية جزاك الله عنا خيرا

طيب الله انفاسك دكتور وجزاك الله خيرا

أخوتي وأحبابي الكرام أشكركم على هذا المرور الطيب والذي يدل على اهتمام رائد فلكم الشكر من كل قلبي حفظكم الله ورعاكم