كثيرا ما نقول:
الموضوع فيه إنّ - القصة فيها إنّ - الحكاية فيها إنّ
فما أصل هذه العباره؟ ومن أين جاءت؟
يُقال إن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب، فقد هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها لخلاف جرى بينهما
فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب ثم الاقتصاص منه،
ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ وكان صديقا ً له فكتب له رسالة عادية جدا
ولكنه أورد في نهايتها "إنّ شاء الله تعالى" بتشديد النون،
والأصل أن يكتبها بالسكون وليس بالتشديد. إنْ شاء الله تعالى.
فأدرك ابن منقذ أن صديقه الكاتب يحذره من الحاكم حينما شدد حرف النون
ويذكره بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ"*.
فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره على أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به
وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالأنعام".
ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى:
"إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا"*،
وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها .
ومن هنا صار استعمال (إنَّ) دلالة على الشك وسوء النيّه..