وُلدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ **** وفمُ الزمان تبسّم وسناءُ
الروحُ والملأ الملائك حولَه **** للدين والدنيا به بشراء ُ
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي **** والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سلسل **** واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية ً **** من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت **** وتضوّعت مسكاً بك الغبراء ُ
يومٌ يتيه على الزمان صباحه **** ومساؤه بمحمد وضّاء
ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت" "وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ" "خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ
يوحي إليك الفوز في ظلمائه **** متتابعا تجلى به الظلماء
والآي تترى والخوارق جمة **** جبريل روّاح بها غدّاءُ
دين يشيد آية في آية **** لبنائه السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا **** والله جل جلاله البناء
بك يا ابن عبدالله قامت سمحة **** بالحق من ملل الهدى غرّاء
الله فوق الخلق فيها وحده **** والناس تحت لوائها أكفاء***
والبر عندك ذمة وفريضة **** لا منة ً ممنوحة وجباء
جاءت فوحدت الزكاة سبيله **** حتى التقى الكرماء والبخلاء
انصفت أهل الفقر من أهل الغنى **** فالكلُ في حق الحياة سواء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا **** منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل **** يغرى بهن ويولع الكرماء
فإذا سخوتَ بلغت بالجود المدى **** وفعلتَ ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوتَ فقادرا ومقدرا **** لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمتَ فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا خطبت فللمنابر هزة **** تعرو الندى وللقلوب بكاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته **** فجميع عهدك ذمة ووفاء