الآداب الإسلامية
الأدب الأول : التسمية على الوضوء
وَذَلِكَ لما رَوَاهُ التّرْمِذِي عَنْ سَعِيد بِن زَيْد رَضِيَ اللهَ تَعَالَى عَنْهِ قَالَ : سَمِعَت رَسُولَ اللهِ صلى اللهَ عَلَيْهِ وَسَلّم يَقُول : " لَا وُضُوء لِمَنْ لَمْ يذكر اِسْم الله عَلَيْهِ " . أي لا وضوء كامل لمن لم يقل : بسم الله ، عند وضوءه .
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
استحباب قول : بسم الله عند الوضوء.
الأدب الثاني : السواك.
روىَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صِلىْ اللهَ عَلَيْهِ وَسَلّم : " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرَتْهُمْ عِنْدَ كُلِّ
صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ أَوْ قَالَ صِلى الله عَلَيْهِ وَسَلِّمْ : " مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ سِوَاكَ ، وَلأخرت عَشَاءَ الآخِرَةِ إِلَى ثُلثِ اللَّيْلِ "
معنى قوله : عشاء الآخرة ، أي صلاة العشاء.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
استحباب التسوك عند الوضوء.
الأدب الثالث : إسباغ الوضوء.أي إتمام الوضوء وإكماله.
وَذَلِكَ لما فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي
الْعَضُدِ ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ
ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَتَوَضَّأُ . وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَنْتُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ
غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ " .
معنى قوله : فأسبغ الوضوء ، أي أبلغه مواضعه ، وأوف كل عضو حقه .
ومعنى قوله : أشرع في العضد ، أي أدخل الغسل فيهما .
ومعنى قوله : أنتم الغر ، أي في جباهكم بياض كما في جبهة الفرس .
ومعنى قوله : المحجلون ، التحجيل : هو بياض في اليد والرجل .
وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايَا وَيَرْفَعُ بِهِ
الدَّرَجَاتِ ؟ " . قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ " .
معنى قوله : الخطايا ، أي الذنوب.
معنى قوله : على المكاره ، أي مع المشقة كبرد الماء وألم الجسم .
ومعنى قوله : فذلكم الرباط ، أي من أنواع الرباط . وأصل الرباط ملازمة ثغر العدو لمنعه من الدخول إلى بلاد المسلمين.
من الفوائد المستنبطة من هذين الحديثين :
ينبغي للمسلم أن يتم وضوءه ويكمله.
الأدب الرابع : عدم الإسراف في الماء
وَذَلِكَ لما رَوَى أَبُو دَاوُدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، عن عَبْد اللَّهِ بْن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه أنه سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ
إِذَا دَخَلْتُهَا . فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ
يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ معنى قوله : قوم يعتدون ، أي يتجاوزون عن الحد الشرعي .
ومعنى قوله : في الطهور ، أي بالزيادة على الثلاث وإسراف الماء.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
كراهة الإسراف في الماء ولو في الوضوء.
الأدب الخامس : غسل الكفين.
وَذَلِكَ لما فِي الصَّحِيحَيْنِ ، عَنْ عَبْد الله بِن زَيْد بِن عَاصِم الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فِي وَصْفِ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قال :" فَدَعَا
بِإِنَاءٍ ، فَأَكْفَأَ مِنْهَا عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا " .
معنى قوله : فأكفأ منها ، أي أمال الإناء ليصب الماء.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
استحباب غسل الكفين قبل الوضوء