[size=32]محمد بن إسحاق[/size]
ا ـ اسمه ونسبه ومولده
هو محمد بن إسحاق بن يسار، كان جده يسار من موالي قيس بن مخرمة بن المطلب، فهو القرشي المطلبي مولاهم، كنيته: أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله، ولد سنة ثمانين للهجرة في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ثم ما لبث أن سافر منها لطلب العلم وسماع الحديث، حتى استقر به المقام في بغداد، حيث بقي هناك حتى توفي رحمه الله .
2 ـ طلبه للعلم على المشايخ
نشأته العلمية المبكرة كانت في أعظم حواضر العلم والمعرفة، وهي المدينة النبوية الشريفة، فتعلَّم على عُلمائها، وأخذ عن فقهائها، وسمع من محدثيها، فنال بذلك أسمى مراتب التعليم، حتى قيل: إنه رأى الصحابي الجليل أنس بن مالك، ورأى سيد التابعين سعيد بن المسيب .
وكان من أشهر شيوخه : سعيد المقبري ، وعبد الرحمن بن هرمز ، وعمرو بن شعيب ، ومحمد بن إبراهيم التيمي ، وأبو جعفر الباقر ، والزهري ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، ومحمد بن المنكدر ، وغيرهم كثير ورحل في طلب العلم في مقتبل عمره إلى الجزيرة، والكوفة، والريّ، وبغداد، بل وصل الإسكندرية في رحلاته سنة خمس عشرة ومائة، وروى عن جماعة من أهل مصر، وقد قال ابن سعد رحمه الله: خرج من المدينة قديما، فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد، وكان مع العباس بن محمد بالجزيرة، وأتى أبا جعفر بالحيرة، فكتب له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الريّ، فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة.
3 ـ منزلته العلمية
[ltr]حظي ابن إسحاق بمنزلة رفيعة بين علماء عصره، وذلك لسعة معارفه، وكثير اطلاعه [/ltr]
[ltr]قال عنه الإمام الذهبي: ((ولد أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في كفر بطنا قرب مدينة دمشق في ربيع الآخر 673 هـ الموافق لشهر أكتوبر 1274م . توفي 748 هـ))[/ltr]
[ltr] أول من دون العلم بالمدينة، وذلك قبل مالك وذويه، وكان في العلم بحرا، ولكنه ليس بالمجود كما ينبغي. ولذلك ما زال ثناء العلماء عليه عاطرا من قديم الزمان: قال علي بن المديني رحمه الله: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة: ــــ فذكرهم ــــ ثم قال: فصار علم الستة عند اثني عشر: أحدهم محمد بن إسحاق [/ltr]
[ltr]وقال الإمام الزهري[/ltr]
[ltr]((ولادته 15 ـ 52 ـ 58 هـ )) لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم ابن إسحاق [/ltr]
4 ـ تبحُّره في علم المغازي والسير
اشتهر محمد بن إسحاق باهتمامه البالغ في علم المغازي، حتى كان أول من جمع المغازي في مصنف كامل، وقال فيه الإمام الشافعي رضي الله عنه: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق. وقال ابن عدي: لو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء، إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه، ومبتدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة سبق بها. وقال الإمام الذهبي: قد كان في المغازي علامة .
6 ـ مؤلفاته
مؤلفه الذي اشتهر به – ولم نقف له على غيره – هو كتابه المشهور بـ " المغازي "، ولم يظهر حتى الآن كاملا ، وإنما طبع قسم منه بتحقيق الدكتور محمد حميد الله ، وطبع أيضا القسم نفسه بتحقيق الدكتور سهيل زكار ، ونرجو أن يظهر قريبا كاملا بإذن الله ، غير أن الكتاب حفظ لنا من خلال اختصار ابن هشام له ، فيما يعرف بـ " السيرة النبوية " لابن هشام الذي روى مغازي ابن إسحاق عن تلميذ ابن إسحاق زياد البكائي المتوفى سنة (183هـ).
7 ـ ثناء أهل العلم على حديثه
قال عنه شعبة بن الحجاج: أمير المؤمنين في الحديث.
وقال فيه أبو معاوية الضرير: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر، فاستودعها عند ابن إسحاق، قال: احفظها علي، فإن نسيتها، كنت قد حفظتها علي.
وقال سفيان الثوري: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل المدينة، ولا يقول فيه شيئا
وقال علي بن عبد الله: نظرت في كتب ابن إسحاق، فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
8 ـ وفاته
توفي رحمه الله في مدينة بغداد سنة (151) هـ واحد وخمسين ومائة على القول الأرجح الذي اختاره الذهبي