تروي الأخصائية الاجتماعية نورة عبدالعزيز قصة أعجب من الخيال وتقول :وردني ذات يوم بلاغان أحدهما من مكة والآخر من جدة بالعثور على طفلين لقيطين بجوار مسجدين واحد في جدة وآخر في مكة..تزايدت الأعداد بدار أيتام مكة حتى عجزتْ عن الوفاء بخدماتها
وفي الوقت نفسه يسّر الله لأطفال دار جدة من الأسر الحاضنة ما يسمح لي بنقل أطفال مكة إلى جدة..
ولاحظتْ أخصائية الجمعية شبهاً كبيراً بين الطفل القادم من مكة وأحد الأطفال الموجودين في دار جدة..وعندما عادت إلى تاريخ العثورعليهما فكان في نفس اليوم مع فارق زمني لا يتجاوز الساعتين!!..
وكانت إسورة الولادة مازالت على قدم الطفل ..
بحثنا في المستشفى عن رقم الطفل فوجدنا أنه توأم لآخر وأمهما السودانيه غادرت المستشفى مع زوجها اليماني
وأخذنا صورة من الوثائق وعقد الزواج وعنوان الأم كونها غير سعودية.. ثم طلبنا من المستشفى مطابقة بصمتي القدم مع بصمتي قدم الطفلين فكانت المفاجأة تطابقهما.وأجرينا تحليل الDNA ..فكانت النتيجة متطابقة.. وبدأنا رحلة البحث عن الأم فوجدناها شابة تسكن مع أمها المشلولة وهي وحيدتها..وظهر لنا أن الأم زوّجتْها لرجل من اليمن لعدم وجود من يعينهم وكان يعمل في مكه.. وسألتْها المشرفة : ألم تنجبي؟ قالت: بلى أنجبتُ توأماً من الذكور. فسألتْها أين هما؟ قالت: أخذهما والدهما لختانهما ولم يعيدْهما..
قالت: بحثتُ عن زوجي فلم أجده وقد أغلق هاتفه. واكتشفنا أن الأب قد غادر البلاد وعاد إلى اليمن. وأخبرنا الأم بوجود طفليها عندنا وعندما حضرتْ لترى ولديها كانت تجهش بالبكاء وترتجف وتصيح "اولادي اولادي"!!
حاولتُ تهدأتها .. لم تستطع الجلوس على الكرسي وجلستْ على الأرض . ويشهد الله أنه لم يبق أحد في ذلك اليوم لم يبك لبكائها..والغريب أن الطفلين جلسا في حضنها بكل استكانة وهدوء!
وبعد ان استردّت رباطة جأشها سألتُها: بالله عليك ماذا دعوتِ به حتى حفظ الله لك وليديك وأعادهما إليك..
قالت: عندما أخذهما أبوهما للختان قلتُ :استودعكما الله الذي لاتضيع ودائعه!
وبعد أن تأخر وأغلق الأب هاتفه أيقنت أنه هرب بهما لبلاده فكنت أدعو الله قائلة (يا جامع أم موسى بوليدها اجمعني بأولادي)
كنت أبكي بين يدي الله بحرقة ولم أعلم أن هذا الأب الظالم سيلقي بأبنائي في المساجد في مدينتين متباعدتين حتى لا اجدهما.. قلت: لم يخذلْك الله ..حفظهما بحفظه ..وأقرّ عينيك بهما..
غادرتْنا الأم ذات العشرين عاماً بطفليها ..وهي غير مصدقة ما حدث.. وقد تم توظيفها بدار الأيتام وتهيئة سكن لامها وطفليها ..وأقول : من يستعن بالله فإن الله لا يخذله ابدا ..
فهذه المرأة من شدة هوانها
وضعفها لم تبلّغ السلطات لأنها غير مقيمه ولم تفعل أي شيء..كل حيلتها كانت في البكاء والصلاة والدعاء!
فقط توجّهتْ إلى الله بقلب مخلص النية ..صادق الإيمان بالاعتماد عليه سبحانه..سمعها ملك الملوك سبحانه.. فسخّر لها جند الارض.. يسعوْن لها
ولأولادها.. حتى ردّوا إليها صغارها ..!!
اللهم لاتكلْنا إلى أنفسنا طرفة عين..
عليك إتكالنا واعتمادنا.. و إليك ملجأنا و معادنا..
استودعواااا الله اولاااادكم فى كل لحظة
راقت لي، عساها تروق لك!
موضوع: قصة اغرب من الخيال! 
الأربعاء نوفمبر 20, 2019 8:44 am
