الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : تركيا عدد المساهمات : 2909 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
موضوع: المرأة ... وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعاء أكتوبر 16, 2019 3:26 pm
بقلم الشيخ فياض العبسو عضو رابطة علماء ودعاة سورية
_________ المرأة ... وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أولى الإسلام المرأة عناية ورعاية خاصة واعتبرها أخت الرجل وشقيقته وتوأم روحه لاشتراكهما في الأصل الإنساني . وفي الحديث الصحيح : " إنما النساء شقائق الرجال " . رواه أحمد والترمذي وأبو داود . ومعنى الحديث أن النساء مثيلات الرجال إلا فيما اختص الله به كلا منهما من حقوق وواجبات . خلقها الله من نفس الرجل ليسكن إليها ويأنس بها وتكون شريك حياته وربيع عمره ... ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ... ) النساء: 1 . والمرأة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيراً .. فإنهن عوان عندكم ( أسيرات ) أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله . رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما . وحديث: " ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ". غير ثابت لكن معناه صحيح . وكان من أواخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " حديث صحيح رواه أبو داود . لقد كرم الإسلام المرأة تكريماً لا يدانيه تكريم .. واعتبرها كالجوهرة النفيسة يجب صونها والحفاظ عليها حرصاً على سمعتها وكرامتها وأنوثتها .. واحتراماً وتقديراً لدورها في بناء المجتمع ... الذي ما وجد إلا يوم خلقت المرأة ... فوجود المجتمع متوقف على وجود المرأة ... وقضية المرأة قضية كل إنسان ... فهي ليست نصف المجتمع فحسب .. بل هي صانع المجتمع ... ومن هنا ساوى الإسلام بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة: 228 . وهذه الدرجة هي درجة القوامة وهي درجة تكليف لا درجة تشريف ... وهي لصالح المرأة وخدمتها والقيام على شؤونها ... قال ابن عباس رضي الله عنهما: اني أحب أن اتزين لامراتي كما أحب أن تتزين لي . لقد حرر الإسلام المرأة من الظلم والاستعباد والاضطهاد الذي حاق بها قبل الإسلام ... عند جميع الأمم والشعوب ... وأعطاها حقها في العلم والتعليم والعمل والميراث والملكية والحياة الزوجية ... وشاورها واحترم رأيها وشاركها في اتخاذ القرار ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجه أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية كما في صحيح البخاري . ومن تكريم الإسلام للمرأة أن جعلها مخطوبة ومطلوبة ويقدم لها المهر هدية تكريم ... ويلزم الرجل بالنفقة عليها بنتاً وزوجة وأماً ... فالمرأة إنسان كامل الإنسانية ، حرة كالرجل لها ما له وعليها ما عليه ... كما اعتبر الإسلام المرأة خير متاع الدنيا ... رواه مسلم وابن ماجة ... وخير كنوز الدنيا ... خير ما يكنز المرء المرأة الصالحة . رواه أبو داود ... وخير ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى ... ففي الحديث الذي رواه ابن ماجة: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة ... وهي زهرة الحياة الدنيا ... ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) طة: 131 ... والمراة ريحانة الدنيا ... إن النساء رياحين خلقن لنا = وكلنا يشتهي شم الرياحين نرعاها طفلة ونفضلها على أنفسنا وهي شابة ونبذل لها من أموالنا وصحتنا وهي زوجة ونكرمها ونخدمها وهي كبيرة . الأوائل من النساء: والمرأة أول من آمنت بدعوة الإسلام ( خديجة الكبرى ) رضي الله عنها ، وجاءها السلام من الله ... وبشرت ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا تعب .. ونزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، بأمر من الله خصيصاً لأجل ( خولة بنت ثعلبة ) وأخواتها ... ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ) المجادلة: 1 . وأول شهيد في الإسلام امرأة ( سمية بنت خياط ، أم عمار ( وأول معلمة في الإسلام ( الشفاء بنت عبد الله ) ... والتي ولاها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، الحسبة . وأول ممرضة في الإسلام ( رفيدة الأسلمية ) وأول مجاهدة في الإسلام ( نسيبة بنت كعب المازنية ( وأول مهاجرة إلى الحبشة ( رقية مع زوجها عثمان ) وأول مهاجرة إلى المدينة أم سلمة ، ويقال: ليلى بنت أبي حثمة ، وسيدة نساء العالمين ( مريم بنت عمران وهي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها صراحة في القرآن الكريم ... وسيدة نساء أهل الجنة: ( فاطمة الزهراء ) رضي الله عنها وأرضاها ... وأعلم امرأة في الإسلام ( عائشة بنت أبي بكر الصديق ) رضي الله عنها ، كما قال الإمام الذهبي رحمه الله . وفضلها على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه ... وخطيبة النساء ( عاتكة بنت زيد ) وأكمل نساء العالمين أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة زوج محمد ، وفاطمة بنت محمد " متفق عليه . رضي الله عنهن جميعاً . وفي الحديث الصحيح : بلغ خديجة من ربها ومني السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب ( لؤلؤ مجوف ) لا صخب فيه ولا نصب . رواه البخاري في صحيحه . نساء السلف: ورحم الله نساء السلف فقد كانت الزوجة تعرض نفسها على زوجها ، فإن لم يكن له إليها حاجة ، استأذنته في قيام الليل !!! وكانت تقول إحداهن لزوجها إذا هو خرج للعمل والكسب: اتق الله فينا ، ولا تطعمنا إلا من الحلال ، فإننا نصبر على الجوع ، ولا نصبر على النار . وقد كان لهن دور كبير في تربية وتعليم أبنائهن ... كوالدة ربيعة الرأي ( أحد شيوخ الإمام مالك ) ووالدة الشافعي ، ووالدة سفيان الثوري ( أمير المؤمنين في الحديث ) فإنها كانت تقول له: أقبل على العلم ، وأنا أكفيك بمغزلي ... ووالدة البخاري ووالدة عبد القادر الجيلاني وغيرهم رحمهم الله جميعا . يقول أبو الطيب المتنبي : فلو كانت النساء كمن ذكرنا = لفضلت النساء على الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيب = ولا التذكيـر فخر للهلال !!