بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وجه لي بعض المهتمين بعلم العقيدة سؤالا مفاده :
ما حكم إيمان المقلد ؟:. فأردت أن اكتب الجواب في هذا المنتدى حتى يستفيد منه كل زائر فقلت له وبالله التوفيق إن في حكم إيمانه ستة أقوال
1- القول الأول لأبي هاشم الجبائي رئيس المعتزلة . ونقله بعضهم عن أهل السنة وهذا النقل ليس بصحيح وهو ان إيمان المقلد غير صحيح في الآخرة . وأما في الدنيا فاتفقوا على إيمانه لقوله تعالى ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مسلما)
2-إن إيمانه صحيح إلا أنه عاص لترك النظر مطلقا , سواء كان فيه أهلية للنظر أم لا
3-إن إيمانه صحيح إلا انه عاص بترك النظر إن كلن فيه أهلية للنظر وكان متمكنا من المعرفة
4-إن قلد معصوما كالقرآن والسنة فهو غير عاص وإلا فهو عاص
5- إن النظر حرام . وهو مذهب غالب الصوفية , فإنهم يقولون : متى غاب حتى يستدل عليه ومتى خفي حتى تكون الآثار تدل عليه ؟
6- إن النظر شرط كمال فمن كان فيه أهلية النظر , ولم ينظر فقد خالف الأولى.
والحق الذي عليه المعول : أن المقلد مؤمن عاص بترك النظر إن كان فيه أهلية وهو القول الثالث
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :
أسرفت طائفة في تكفير عموم المسلمين . وزعموا أنه من لم يعرف العقائد الشرعية بالأدلة التي حرروها فهو كافر , فضيقوا رحمة الله الواسعة , وجعلوا الجنة مختصة بجماعة يسيرة من المتكلمين .
وقال أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى :
أجمع أصابنا على ان العوام مؤمنون عارفون بربهم وأنهم حشو الجنة , كما جاءت به الأخبار , وانعقد به الإجماع , فإن فطرتهم جبلت على توحيد الصانع وقدمه وحدوث ما سواه , وإن عجزوا عن التعبير عنه باصطلاح المتكلمين . والله أعلم .
وحكى الآمدي :
اتفاق الأصحاب على انتفاء كفر المقلد , وأنه لا يعرف القول بعدم صحة إيمانه إلا لأبي هاشم الجبائي من المعتزلة .