الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : تركيا عدد المساهمات : 2909 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
موضوع: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الجمعة ديسمبر 11, 2009 2:46 am
خطبة عيد الأضحى المبارك (ثمرات الحب)
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر ما ازدلف الحجيج إلى بيت الله الحرام، وجددوا البيعة عند الزمزم والمقام، واستغفروا مولاهم الكريم التواب الرحيم، فاستجاب لهم وغفر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر من طغيان الطغاة، الله أكبر من ظلم الظالمين وعتو العاتين. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كان ولا يزال هو المنتصر للمظلومين، هو المنتصر للمضطهدين، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الله ملء السموات والأرض وما بينهما، سبحان ربي المُسَبَّح في كل مكان، سبحان الله المُسَبَّحِ على كل لسان، سبحان الله، والحمد لله: ولا إله إلا الله، و الله أكبر.
الحمد لله حمداً يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، أما بعد فيا عباد الله:
هذا هو اليوم الأغر، اليوم المبارك الذي يتجلى فيه الله سبحانه وتعالى على عباده جميعاً أينما كانوا وحيثما حلوا بالرحمة وبالإكرام والمغفرة بل بالحب، ولقد علمنا أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان على عينيه، خلقه مكرماً، خلقه معزّزاً، والكل داخلون في هذا التكريم الذي ميّزهم الله عز وجل به إلا من أبى، وإنما يأبى هذا التكريم من استكبر وعتا، والله أكبر والله أكبر والله أكبر.
عباد الله مما لا ريب فيه أن العبد المؤمن عندما يتنبه في هذا اليوم المبارك إلى النعمة العظمى التي أسداها الله عز وجل إليه، وأجلُّ نعمة تتمثل في الحب، وهل من ريب في أن الله تعالى يحب عباده المؤمنين به؟ لولا حبه لهم ما أكرمهم بالإيمان به، لولا حبه لهم ما فتح قلوبهم للعبودية له وللانقياد لأمره. إذا عرفنا هذا، وإذا تبين لنا أن الله سبحانه وتعالى يتجلى على عباده في هذا اليوم بمزيد من الإكرام وبمزيد من الإنعام بل بمزيد من الحب، يغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويجيب دعاء المضطرين، إذاً أفلا نبادل مولانا حباً بحب؟ أفلا نبادله حباً بمثل حبه لنا كي نكون ممن قال الله عز وجل عنهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54]؟
لقد أحبنا الله إذ أكرمنا بالإيمان، أحبنا الله إذ أكرمنا بمعرفته، إذ أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالسجود لوجهه، أفلا نبادله إذاً حباً بحب؟ تعالوا نبايع مولانا جل جلاله في هذا اليوم على أن نقابل حبه بمثل حبه، تعالوا نجدد البيعة لله عز وجل لا بألستنا فقط بل بقلوبنا النابضة، وأنتم تعلمون أن الحب لا بد أن تكون له ثمار، ولا بد أن تتجلى له نتائج، ونحن نعلم جميعاً أن الله عز وجل غنيٌّ عن عباده لا يحتاج إلى أيٍّ منهم، وكيف يحتاج الخالق إلى المخلوق؟! بل المخلوق دائماً هو المحتاج إلى خالقه، إذاً فما ثمرات حبنا لله عز وجل؟ حب الله عز وجل لنا ثمراته المغفرة، ثمراته الرحمة، ثمراته الإكرام، ثمراته الاستجابة لدعاء الداعين، ولكن ما هي ثمرات حبنا لله عز وجل؟ ثمرات حبنا لله عز وجل هي الانقياد لأمره، وأجلُّ مظاهر الاستجابة التي تُعَدُّ ثمرة مباشرِة لحب العبد لمولاه عز وجل هي أن يتواصل هؤلاء المسلمون الذين أحبوا الله عز وجل يعبرون عن حبهم بوشيجة الحب التي تصل ما بين عباد الله عز وجل جميعاً، فمن أحب الله عز وجل لا بد أن يترجم حبه لله سبحانه وتعالى بتجديد مَدِّ الآصرة وجسور المودة بينه وبين عباد الله جميعاً بدءاً، بأخصِّ الفئات المتصلة به، ثم تدرجاً بعد ذلك إلى مَنْ وراءهم فمن وراءهم فمن وراءهم.
ومن هم أخص الناس وأقربهم إليك يا أخي المؤمن أهل بيتك، إذاً ترجِمْ محبتك لله سبحانه وتعالى بتجديد صلة الودِّ والقربى بينك وبين زوجك، بينك وبين أولادك، إن كنت تعلم أنك قد ارتكبت ظلماً، وأنك قد جنحت عن أداء حقوق الود والعدالة لأيٍّ من أفراد أسرتك، زوجك وأولادك عدْ إلى الله عز وجل في صباح هذا اليوم الأغر، وتب إليه سبحانه وتعالى، وأبدل ظلمك لزوجك وداً وعدلاً وحباً وتحناناً، إن أنت فعلت ذلك فقد برهنت على حبك لله سبحانه وتعالى، وإن أنت ركبت رأسك، واستجبت لرعونات نفسك، وكنت الظالم لأهلك في دارك، وكنت الظالم لزوجك وأولادك، فاعلم أن قلبك فارغ من محبة الله عز وجل، ولعل هذا سيكون دليلاً على أن الله سبحانه وتعالى سيقطع حبل محبته لك.
لعل في الناس من يعتذرون فيقول أحدهم: ولكني أشعر بالكراهية لزوجتي، ويقول الله عز وجل ردّاً على مثل هذا الاعتذار:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].
أمامي صورٌ تقشعر لها الأبدان لا يكاد يصدقها العقل في معاملات وحشية عجيبة يعاملها رجال مؤمنون يصلّون ويركعون ويسجدون لله عز وجل لزوجاتهم، وربما لأولادهم في بيوتهم أيضاً، توبوا إلى الله أيها الإخوة، وأنبئوا هؤلاء الناس أن يعودوا إلى الله قبل أن تفوت الفرصة السانحة.
هذه هي الدرجة الأولى، تجديد المحبة لمن هم على مقربة منك، لمن هم في دارك تراهم في الصباح والمساء، أما الدرجة الثانية من القربى التي ينبغي أن تُتَرْجِمَ محبتنا لله سبحانه وتعالى فهي النظر إلى الأقارب والأرحام الذين من حولك، من هم أرحامنا؟ كل من يَصِلُون إليك بصلة القربى، كل من تمتدّ جسور القربى بينك وبينهم، كلهم يدخلون في الرحم التي أمر الله سبحانه وتعالى وأوصى برعايتها والمحافظة عليها، في صبيحة هذا اليوم ينبغي أن يعود كل واحد منا فيتساءل: أفي الأقارب الذين من حولي من قد قطعت الصلة بيني وبينهم لأي سبب من الأسباب؟ إذاً فلأتدارك ولأعد إلى هذه الصلة التي قطعتها لأوصلها على أحسن حال، وبعبارة تدل على صدق محبتي لله سبحانه وتعالى، ومن ثم لأرحامي وأقاربي أياً كان السبب، وأياً كان الموجب، لا يمكن أن يقطع أحدهم صلته بأرحامه إلا بسبب وساوسٍ من الشيطان قد هيمن على قلبه، إلا بسبب رعوناتٍ نفسيةٍ تسلطت عليه فهيمنت عليه.
هذه هي الدرجة الثانية، أما الدرجة الثالثة التي ينبغي أن نعود بها دليلاً على حبنا لله عز وجل فهي النظر إلى الإخوة المؤمنين الذين نبَّهَنَا الله سبحانه وتعالى إلى صلة القربى بيننا وبينهم إذ قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10]، كم في هؤلاء الإخوة الذين نراهم صباح مساء أينما كانوا وحيثما حلوا، كم في هؤلاء من قد ابتلانا الله عز وجل بهم، أكرمك بالمال وابتلاهم بالفقر، أكرمك بالعافية وابتلاهم بالأمراض المختلفة، وربك سبحانه وتعالى يأمر وينظر أتنفذ أمره لكي تبرهن على حبك لله عز وجل، أم تلتفت إلى نفسك وتنسى هؤلاء الذين ابتلاك الله عز وجل بهم؟
عباد الله لقد خلقنا الله عز وجل وغرس في أفئدتنا رحمة من رحمته، وحناناً من كرمه ولطفه، فمن تلمّس هذه الرحمة في كيانه فلم يجدها فاعلم أن قد مُسِخَ نوعاً من المسخ، كم وكم نجد بين ظهرانينا من فقراء، لعل فيهم كثيراً يبحثون في هذا اليوم لا عن ثوبٍ جديد يكرمون به أطفالهم، ويُفَرِّحُونَ به أولادهم، بل يبحثون عن لقمة طعامٍ سائغة فلا يجدونها، وأنت الذي أكرمك الله بالمال أياً كان مستواك في ذلك، أنت الذي أكرمك الله بأسباب الرحمة التي تسديها إلى أولادك، أكرمك الله عز وجل بأسباب الفرحة التي تدخلها إلى قلوب أولادك، فماذا عن حال هذه الأسر الأخرى؟
ألا تعلمون -أيها الإخوة- أن العيد الذي يدخل بيوت الناس اليوم ليجدد الفرحة في حياتهم، وليدخل أسباب المودة فيما بينهم، ألا تعلموا أن هنالك بيوتات ثكلى؟ ألا تعلموا أن هنالك بيوتات يرمق الآباء والأمهات إلى أولادهم بعيونٍ دامعة، وينتظر الأولاد أن يجدوا ما يفرحهم، يلتفتون يميناً وشمالاً فلا يجدون، ولو شاء الله أغناهم عنكم، ولكن الله عز وجل ابتلانا بهم، ترى ماذا سيكون موقفنا؟ هل سنبرهن على صدق حبنا لله عز وجل أم لا؟
في الناس الذي يعيشون بين ظهرانينا من يعانون من أمراضٍ وبيلة، ويلتفتون إلى المال الذي ينبغي أن يوفروه من أجل الأدوية الضرورية في هذا المرض الذي يعانون منه فلا يجدون، ينظرون فيجدون أن المرض يتسلل إليهم رويداً رويداً، وأن الذبول يزداد، وأن النحول يتضاعف، وأن الموت يطرق الأبواب دون أن يستطيعوا أن يواجهوا ذلك كله بمثل ما نواجه به أولادنا وأهلينا، لا يملكون قدرة على شراء دواء لمريض، ابتلانا الله عز وجل بهم، ترى ماذا سنصنع؟ هل سنقدم شيئاً من المال الذي نملكه -لا نحن لا نملكه، نحن خلفاء عن الله لهذا المال- إلى هؤلاء الفقراء أم لا؟
أما أولئك الآخرون الذين نعلم آلامهم عن بعد، أما أولئك الذين تُهَدَّمُ بيوتهم في مثل هذه الأيام، ويُرَحَّلون عنها وعن أوطانهم شاؤوا أم أبوا، كانوا بالأمس يعيشون مجتمعين في هذه الدور أياً كانت الزوج والزوجة والأولاد وإذا بهم اليوم شاردون، كانوا بالأمس لهم دارٌ يسكنونها، واليوم كأنهم خلقٌ جديد ليست لهم دار، ليس لهم مسكن وإنما يملكون العراء وبرده، يملكون الأسى ومظاهره وآثاره أجل.
ماذا أقول؟ هل أحملكم وأحمل نفسي مسؤولية ذلك، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، نحن نملك الأسى الذي يهيمن على الكيان، نحن نملك الضنى الذي يسري إلى القلوب أما أن نبدل الأمر فلا نملك، من الذين يملكون هذا؟ قادة هذه الأمة. يا عجباً كيف يُمْسَخُ الإنسان ليتحول إلى وحش؟ أنا لا أدري، ولكن الله يفعل ما يشاء. قادة هذه الأمة يعيشون عيش المترفين، يجمعون المال، ثم يجمعون، ثم لا يشبعون، يعيشون متقلّبين في نِعَمٍ، بل في أفانين من النِّعَمِ لا تنتهي، ويرون مظاهر هذا البؤس العجيب الذي يقع فيه إخوانٌ لهم، إن لم أقل في الإيمان بالله ففي البشرية، في الإنسانية، وهم قادرون على أن ينجدوهم بأي وسيلة من الوسائل لو اجتمعوا واتفقوا، لو أنهم أشعروا أنفسهم المسؤولية التي حمّلهم الله عز وجل إيّاها، بل التي حمّلتهم الإنسانية إيّاها، لو أنهم أشعروا أنفسهم بهذه المسؤولية، وقادتهم المسؤولية إلى أن يجتمعوا فيتلاقوا، فيتفقوا فيضربوا على يد هؤلاء العتاة الطغاة الظالمين، وما أكثر أنواع الضرب على أيديهم، يكفي القطيعة التي ينبغي أن يحققوها بعد هذا التواصل الأرعن الذي يغضب اللهَ سبحانه وتعالى، العلاقات قائمة مزدهرة بين هؤلاء الطغاة الظالمين وبين كثيرٍ من قادة هذه الأمة، يا عجباً لهؤلاء الناس كيف يستطيعون أن يضعوا اللقمة في أفواههم ثم يزدردوها في حلوقهم وهم يرون هذه المأساة، أتعلمون أن كثيراً من إخوانكم شُرِّدُوا في هذه الأيام عن بيوتهم، ليس لهم إلا العراء، ليس لهم إلا برد هذا الشتاء، ليس لهم إلا الأمطار التي تهمي عليهم، ليس لهم إلا أن يتقلبوا في الوحل ويجعلوا منه مهاداً بعد المهاد الذي كانوا يملكوه؟!
حسناً من نحن؟ ألسنا بشراً؟ ألسنا أناسي؟ ألسنا أولئك الذين قذف الله في قلوبنا رحمة من رحمته؟ لعل هذه الرحمة اجتثت من قلوبنا.
أعود فأقول: أما ينبغي أن نبادل مولانا حباً بحب؟ أما الله عز وجل فقد أحبنا، وأنا أشهد على ذلك، أكبر دليل على ذلك أنه أكرمنا بالإيمان، أكرمنا بالإسلام أكرمنا بالاجتماع في هذا المكان في هذه الصبيحة الغراء، أكرمنا بالسجود لوجهه، وهذا دليل ما بعده دليل على أنه يحبنا، ولكن أين هي مبادلة الحب للحب؟ أين الدليل على أننا نحبه كما أحبنا؟ الدليل الأوحد هو أن نعود فنجمع شملنا، وجمع الشمل إنما له عبارة واحدة، ترجمان واحد هو الرعاية، هو الرحمة بدءاً من الأسرة والزوجة والأولاد، ثم إلى من يحيطون بنا من الأقارب أو الأباعد الناس الإخوة الذين ابتلانا الله عز وجل بهم، فقراء، مرضى، منكوبون، وتأتي المصيبة الكبرى أولئك الإخوة الذين تدور عليهم رحى المصائب العجيبة المختلفة، أما نحن فلا نملك إلا الدعاء لهم، وأما قادة المسلمين، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح حالهم، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديهم لا نملك إلا هذا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، عباد الله اتقوا الله فيما أمر، وانتهوا عما نهى عنه وزجر، وأخرجوا حب الدنيا من قلوبكم فإنه إذا استولى أسر، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكة قدسه فقال عَزَّ من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وألِّفْ بين قلوبهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إماءك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم لك سميت به نفسك، أو أنزلته في محكم كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وشفاء صدرونا، وجلاء غمومنا وهمومنا وأحزاننا يا ذا الجلال والإكرام، الله إنا قد بسطنا أكف الضراعة إليك وأنت الإله الذي وعدت عبادك باستجابة الدعاء، أنت ربنا القائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وها نحن ندعوك كما أمرت، فاستجب اللهم دعاءنا كما وعدت يا ذا الجلال والإكرام، أصلحنا وأصلح حال المسلمين جميعاً يا رب العالمين، أصلح اللهم قادة المسلمين، اجمع كلمتهم على ما يرضيك، خذ بنواصيهم إلى ما يرضيك، واصرفهم عما لا يرضيك، أدْخِلْ في قلوبهم الرحمة لعبادك المنكوبين يا ذا الجلال والإكرام، يا هادي المضلين، يا مقيل عثرة العاثرين، يا أرحم من سُئِل، ويا أكرم من أعطى، ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، نسألك اللهم باسمك الأعظم الذي إذا دُعِيْتَ به أجبت أن تكف أيدي الطغاة عن عبادك المؤمنين، عن عبادك المظلومين في فلسطين، نسألك اللهم باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي إذا دُعِيْتَ به أجبت، نسألك اللهم بهذا اليوم الأغر، نسألك اللهم بدموع الحجيج، نسألك اللهم بزفراتهم، نسألك اللهم ببكاء الباكين، نسألك اللهم بتضرع المتضرعين، نسألك اللهم بتجلياتك الرحمانية على عبادك أينما كانوا أن تستجيب الساعة دعاءنا، كُفَّ أيدي الظلام والطغاة عن عبادك المظلومين في فلسطين يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين استجب دعاءنا، اللهم أصلح حال قادة المسلمين يا رب العالمين، يا أكرم الأكرمين من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً وفقه إلى كل خير ومن أراد بالإسلام والمسلمين شراً خذه اللهم أخذ عزيز مقتدر أينما كانوا وأياً كانوا، يا رب العالمين اجعل اللهم هذه البلدة بلدة آمنة مطمئنة رخية مستظلة بظل كتاب ملتزمة بهدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر بلاد المسلمين، اللهم اكلأ حمى هذا المسجد الجامع بعين عنايتك وأتم رعايتك حتى لا تُعْصَى في شبر واحد منه يا رب العالمين، اللهم وفق عبدك هذا ملكته زمام أمورنا للسير على صراطك ولاتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، مولانا املأ اللهم قلبه بمزيد من الإيمان بك وبمزيد من الحب لك وبمزيد من التعظيم لحرماتك واجمع اللهم به أمر هذه الأمة على ما يرضيك وحقق له في سبيل ذلك البطانة الصالحة يا رب العالمين، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا الحاضرين ووالديهم ولمشايخنا ولأرباب الحقوق علينا ولسائر المسلمين أجمعين آمين، آمين، آمين والحمد لله رب العالمين وكل عام وأنتم بخير.
مجدالدين شاهين عضو مميز
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : سوريا عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 01/12/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى السبت ديسمبر 12, 2009 9:41 am
حفظ الله شيخنا الدكتور محمد سعيد واطال في عمره
الشيخ عبدالهادي السلوم مشرف
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 23/11/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى السبت ديسمبر 12, 2009 7:44 pm
ما أحيلى ايام الجامعة حين كان يدرسنا علم كبير اطال الله في عمره لانستطيع ان نعقب على اي موضوع مواضيعة فلسنا اهل لذلك
سميرالابراهيم المدير العام
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : تركيا عدد المساهمات : 2909 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الأحد ديسمبر 13, 2009 9:35 pm
محب النبي شيخ عبد الهادي شكرا لكما
بنت الاسلام مشرف
عدد المساهمات : 231 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 الموقع : http://sy-okh.ahlamontada.net
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الأحد ديسمبر 13, 2009 11:21 pm
حفظ الله لنا حبر هذه الامة سيدي الدكتور محمدسعيد رمضان البوطي ونفعنا بعلومه
الشيخ عمار كشيمه عضو مميز
عدد المساهمات : 404 تاريخ التسجيل : 15/12/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الأربعاء يناير 06, 2010 12:37 am
حفظ الله لنا لسان العلم ومفكر العصرسيدي الدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي
سميرالابراهيم المدير العام
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا الدولة التي يقيم فيها العضو : تركيا عدد المساهمات : 2909 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الأحد يناير 10, 2010 7:55 pm
الشيخ عماركشيمة كتب:
حفظ الله لنا لسان العلم ومفكر العصرسيدي الدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي
اللهم امين
منصور بالله عضو مميز
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الإثنين يناير 11, 2010 2:47 am
اللهم انفعنا به والعلماء الصالحين
yousefco معاون المدير
الدولة التي ينتمي اليها العضو : سوريا. الدولة التي يقيم فيها العضو : سوريا عدد المساهمات : 727 تاريخ التسجيل : 10/01/2010
موضوع: رد: (ثمرات الحب) د.البوطي خطبة عيد الاضحى الجمعة يناير 29, 2010 5:31 pm