التشبه بالأجنبي يضعف الشخصية ويذهب بكيان الأمة
في أحد مواقع الإنترنت وجهت لي أحد طالباتي التي تخرجت عام 1997 رسالة طلبت مني أن أرسل بحثاً إلى الموقع المذكور حول التشبه بالأجنبي وإتباع الموضة المستوردة ....فلبيت طلبها كعادتي فأرسلت بحثاً مطولاً بهذا الخصوص ، وأردت أن أرسل ملخصاً عن هذا الموضوع لمنتداكم الكريم .
الأحاديث الشريفة
: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) حديث صحيح . وقال المصطفى صلوات الله عليه ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى ولو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه ، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
نعم أيها الأحباب إن التشبه بالأجنبي يضعف الشخصية ويذهب بكيان الأمة ، وهو دليل على ضعفها ، ومن المعلوم أن الضعيف هو الذي يقلد القوي ، وتقليد الكفار بالأزياء والعادات يؤدي إلى تقليدهم في الأفكار والمعتقدات .
وفي هذا الصدد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : ( هذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بالكفار ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ، وهو نظير قول ابن عمرو : من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر يوم القيامة معهم ) . فقد حمل هذا على التشبه المطلق ، لذلك لا يشمل هذا الحديث تقليد الأجانب في صناعاتهم وعلومهم النافعة لأن لكل أمة منافعها مضارها . فإن الحكمة ضالة المؤمن .سؤال أين أكثر المسلمات اليوم من هذا الحديث .إنهن وللأسف يتشبهن بالأجنبيات في كثير من عاداتهن وملابسهن وزينتهن ، وتطويل أظافرهن وهذا حسب الموضة الإفرنجية ، وهي غالباً من تصميم اليهودية العالمية لتبديد المال والحط من قيمة الإنسان والسخرية منه .
وعلاوة على ما تقدم فإن في هذا التقليد الأعمى ضياعاً للثروة العامة ودفعاً لكثير من النساء في طريق الفسق لتأمين نفقات هذه الموضات الشريرة . فانتبهوا يا أهل العقول من الرجال والنساء .
إنني أوصي وبشدة ، وبصورة خاصة الزوجة أن تقوي شخصيتها ولا تكون مقلدة كالقردة، وعليها أن تكون صاحبة إرادة قوية لا تتأثر بالتيارات العصرية والأزياء والموضات الغربية سواء في ثيابها أو أثاث بيتها فإن السعادة الزوجية بتحابب الزوجين وليست بكثرة الثياب والأثاث والتفاخر أمام الضيوف والجيران ، وكم أدى إغفال هذه النصائح إلى النزاع والخصام والفراق بين الزوجين فالحذر الحذر .
أخي المسلم أختي المسلمة من ديار الشرك من روما أذاعت رويتر في 10/ 10 /1960م هذه البرقية بعنوان.
الوصايا العشر في عالم الأزياء والموضة .
1- لا تجعلي الموضة تسيطر عليك لدرجة تفقدك حريتك وعقلك .
2- لا تحاولي عبثاً استغلال الموضة كوسيلة لبعث السرور في نفسك .
3- يجب أن تداومي على طهارة الملابس التي ترديها .
4- اجعلي من جسدك وروحك شيئاً مكرماً .
5- لا تحسدي هؤلاء الذين يرتدون ملابس أحسن من ملابسك .
6- لا تردي الملابس بطريقة تزعج جيرانك .
7- لا تبددي لملابس التي يحتاج إليها الآخرون .
8- لا تكبدي ميزانيتك أكثر مما تطيق من أجل الموضة حتى لا تخدعي نفسك وتخدعي الآخرين .
9- لا تدعي ملابس الآخرين تستولي على إعجابك .
10- لا تجري وراء آخر الموضات في الوقت الذي لا يجد فيه كثير من الناس لقمة العيش .
وهذا يشبه بعض الشيء ما يدعو إليه الإسلام.
وبمناسبة الكلام على تحذير الشارع الحكيم من التشبه بالكفار فإني ألفت انتباه الأخت المؤمنة إلى أن كي الشعر ووضع الكيميائيات والأصباغ والألوان ونحو ذلك وعلى الطريقة الأجنبية – علاوة عن أنهه ، حرام فإنه يؤدي إلى المسارعة إلى سقوطه .وهذا ما أثبته الدكتور عبد المنعم المفتي أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلد بكلية الطب بجامعة القاهرة ......... نقلاً عن مجلة طبيبك الخاص ....السنة الثانية ....العدد 4 ...نيسان عام 1970 .الصفحة 94 .