يخطىء كثير من الناس في فهم حقيقة الواسطة ،فيطلقون الحكم جزافا ًبأن الواسطة شرك ، وأن من اتخذ واسطة بأي كيفية فقد أشرك بالله ، وأن شأنه في هذا شأن المشركين القائلين:
((ما نعبدهم الا ليقربون إلى الله زلفى ))
وهذا كلام مردودوالاستدلال بالاية في غير محله ،فالاية الكريمة صريحة بالانكار على المشركين عبادة الاصنام .....
أما الواسطة فلابد منها وهي ليست شركاً ، وليس كل من اتخذ واسطة بينه وبين الله يعتبر مشركاً .....
اولاً - ألاترى معي أخي الحبيب :أن استقبالنا للقبلة في صلاتنا إنما هو عبودية لله وتقبيلنا للحجر الاسود كذلك .ولو نوى أحد من المسلمين أن العبادة لهما فقد أشرك بالله ...كأنه يعبد الوثن ....
ثانياً :الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين :
كانوا يفزعون في الشدائد الى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيشكون اليه حالهم ويتوسلون به ، إلى الله ويطلبون منه الدعاء
فلم يقل لهم يوماًمثلاً: أشركتم أو كفرتم فانه لايجوز الطلب مني بل عليكم أن تذهبوأ وتدعون الله بأنفسكم فان الله أقرب اليكم مني ......لالالالا
إنهم يعلمون كل العلم رضي الله عنهم :أ ن المعطي هو الله حقيقة لاشك ولاريب فيها .... وأ ن المانع والباسط والمعطي والرزاق هو الله ، وأنه صلى الله عليه وسلم يعطي بإذن الله وفضله .........
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : ((إ نما أنا قاسم والله معطي ))
فيجوز وصف أي بشرعادي :
بأنه فرج الكربة وقضى الحاجة أي أنه واسطة فكيف بالسيد الكريم والنبي العظيم صلى الله عليه وسلم سيد الثقلين وأشرف الكونين ...
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ((من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ..... ))
فالمؤمن مفرج الكربات ...
ألم يقل الني صلى الله عليه وسلم : (( من قض لأ خيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإ رجح وإلا شفعت له ))
فالمؤمن قاض الحاجات ...
ألم يقل الني صلى الله عليه وسلم : ((من ستر مسلماً ))....
ألم يقل في الصحيح : (( والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه )).....
فالمؤمن هنا فرج وأعان وأغاث وقضى وستر ، مع أ ن المفرج والستار والمعطي والمعين والمغيث في الحقيقة هو الله لا أحد سواه .....
بل إسمع إلى هذا الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير وأبونعيم في القضاعي وهو : (( حســـــــــن ))
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله عزوجل خلق خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع اليهم الناس في حوائجهم أولئك الامنون من عذاب الله تعالى )) .
والواسطـــــــــة العظمــــــــــى :
في يوم المحشر الاعظم ، هو يوم التوحيد والايمان ،يظهر فضل الواسطة العظمى ،صاحب اللواء المعقود ،والمقام المحمود ، والحوض المورود ، الشافع المشفع الذي لاترد له شفاعته ، ولا تضيع ضمانته عند من وعده أن لايخيب ظنه ،ولا يخزيه أبداً ولا سوؤه في أمته حيث يتوجه الخلق اليه ويستشفعون به ،فيقوم فلا يرجع إلا بخلعة الاحسان ، وتاج الكرامة المتمثل في قول الله تعالى له :
يامحمد إرفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطى ، والحمد لله رب العالمين ......
وعلى ذلك يكون طلب المدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم جائزا ....
فالمدد هو الاستغاثة ، ولا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والايجاد لغير الله سبحانه وتعالى ....
اللنبي صلّى الله عليه وسلّم : ركننا وعصمتنا وملاذنا ولقد ناداه حسان بن ثابت بأنه الركن الذي يعتمد عليه وأنهالعصمة التي يلجا إليها ، فقال :
ياركن معتمد وعصمة لائذ وملاذ منتجع وجار مجاور
يامن تخيره الاله لخلقــــــــه فحباه بالخلق الزكي الطاهر
أنت النبي وخير عصبة آد م يامن يجود كفيض بحر زاحر
ميكال معك وجبريل كلاهما مدد لنصرك من عزير قادر
إخواني طلاب العلم أنصحكم بقراءة كتاب : (( مفاهيم يجب أن تصحح ))للمؤلف :
السيد محمد بن علوي المالكي الحسني وهذا الكتاب قد إطلع عليه كبارالعلماء في العالم الاسلامي .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مدد يارســــــــــــــول اللــــــــــــــــــــــــه مـــــــــــــــــــــــــــــدد