قراءة للمشهد السياسي والدولي العام وما يخص أيضا مؤتمر جنيف واتفاقات تحت الطاولة.
----------------------------------------------------------------------------------
1. كيف تبني الدول قرارها في سوريا:
أ- الإرهاب والإسلام:
تعتمد الدول الغربية على تقارير دورية ترفع من قبل عملاء مباشرين لها أو تقارير حقوق الإنسان والأمم المتحدة أو إعلاميين أو عبر دراسات عن بعد أو معارضة مقنعة كواجهة عن حقيقة الوضع على الأرض ووضع التشكيلات المقاتلة
وبناءا عليه هناك ارادة دولية وعالمية برفض أي خيار حقيقي وموضوعي حول مجرد السماح بتسليح الثوار بالداخل العمل على صرف النظر عن الفكرة عبر الكلام عن نوايا ودراسات وأساليب تسليح فكاهية وما شابه ليصار آخيرا إلى تدريب قوات مضمونة الولاء ضمن معسكرات تحت اشراف مباشر من الحلفاء. وسبب هذه الارادة هي تضارب مستمر بالتقارير الصادرة عن عملاء الدول التسعة من الداخل عن وضع المجموعات المسلحة وطرائق تفكيرها ومستوى الوثوق بها وهل من الممكن الاعتماد عليها في حال تسليحها أم لا.
ب- أمن اسرائيل:
استغلال مكثف ومدروس لفرص انهاك الدول المعادية للحلفاء عموما عبر معادة تسمح بالابقاء على الصراع أطول فترة ممكنة وبالتالي السماح للروس بالاستفادة المادية من تسليح النظام وأيضا منع النظام من التغلب على الثورة والسامح أيضا للقوى المعادة بالتدخل وتغطيتها لما تعطي دفعا نحو عسكرة وصراع مختلط الأوراق تنخرط فيه المعادلات الدولية ليتم طحن القوى المعادية ومن ثم الدخول وفرض الشروط بعد انهاك الطرفين الأساسين وداعميهم وبالتالي قبولهم الغير مشروط بالمعادلة الدولية وضمان عدم قيام أي كيان معادي قد يشكل خطر أو تهيديد على السلم والأمن الدولي واسرائيل.
ت- الحريات والقانون الدولي:
ترغب الدول عموما بأن تكون المعارضة قادرة على فرض برنامج يضمن حريات مطلقة للمرأة والمجتمع وكل ما من شأنه رفض التشدد مع تمييع المبادئ الصلبة للأفكار الغير متوافقة مع المصالح العالمية وسياسة الانفتاح الدولي.
وهذا ما لم تلمسه الدول الغربية من تركيبة المجتمع الثوري التي لم تنحل فيها الأخلاق بعد تحت الضغط الاقتصادي ومازال يحافظ على أيدلوجياته والأنساب رغم حالات الاغتصاب وأعمال الإبادة والقتل الجماعي.
بل على العكس فقد ظهر على السطح الفكر المتزمت " الملتزم " وكثرة طول اللحى بين الثوار أنفسهم ودعوات التوبة.
ث- النفط والموار الإقتصادية:
تريد الدول مقابل أي دعم يقدم للثورة مكاسب كبيرة تقنع الخزينة الغربية بجدوى أي ثمن يقدم لدعم الثورة السورية.
اذ لم يسيطر أي فصيل مسلح على أهم موارد الدولة الاقتصادية " القمح، النفط، المناجم، السدود، المعابر والحدود" ليصير ندّ ويقايض عليها الدول الغربية ويمرر لها مصالحها شريطة ضمان اعطائه السلطة المطلقة وعدم ازاحته لاحقا
ج- القرار السياسي:
رغم الدعم السياسي الكبير للمعارضة السياسية " مجلس وطني أو ائتلاف " لم تقدم للمجتمع الدولي إلى الآن سلطة أو صيغة سياسية موحدة وذات نفوذ قوي على الشارع تضمن مصالح الدول بحيث تفرض مقرراتها على الشعب وتجمل صورة أي عميلة تحكم بمصير البلاد أو بيع لمقدرات الشعب والسيطرة على نقاط قوته الاقتصادية
[06/19/2013 10:21:44 م] the.lion.eagle: 2. شروط تسليح المعارضة:
أ- تأمين خروج آمن للنظام عبر الحوار بعد تدمير مرتكزات الدولة لكي لاتستثمر ضد اسرائيل لاحقا.
ب- الحفاظ على المؤسسات السيادية والأمنية وماشابهها لضمان السيطرة على من تبقى من الشعب.
ت- محاربة الفكر المتطرف " محاربة التيارات الدينية وان كانت الوسطية " لإفساح المجال للغرب بحرية.
ث- ضمان أمن وسلامة وحلم اسرائيل بالعيش وسط جو مرحب بها وبوجودها عوضا عن تهديدها.
ج- الحفاظ على قواعد الاشتباك الدولية واللعبة الدولية وضمان موازين القوى الدولية المتفق عليها.
ح- ضمان سلامة التركيبة الحالية للشرق الأوسط من النواحي العرقية " عرب، أكراد" أو الطائفية.
خ- افساح المجال للأكراد بقيام الحلم الكردي عبر حكم ذاتي تحت جناح الدولة وبالتدريج نحو التقسيم.
د- ضمان حريات المرأة واحترام قوانين المجتمع الدولي والسماح للحريات العامة والتربية الجنسية.
3. آفاق التسليح إن تمّ:
أ- تسليح المعارضة الغراض منه ابتزاز النظام وإضعافه وليس إسقاطه واستبداله بإسلاميين راديكاليين.
ب- تسلح المعارضة إلى الحد الذي يجبر النظام للجلوس على طاولة الحوار فقط وتقديم التنازلات.
ت- تسليح المعارضة بأسلحة لا تشكل أي خطر مستقبلي على توازن القوى على حساب اسرائيل.
ث- تسلح المعارضة بالشكل الذي يضمن استمرار النزاع ودمار أكبر قدر ممكن من الاقتصاد المحلي.
4. وضع الدول العربية والدول الصديقة بالنسبة للقرار الدولي:
أ- إن هذه الدول لاتقدر أن تتحرك أو أن تفعل أي أمر من دون اشارة الغرب لها والسماح لها بالعمل معنا.
ب- لاتملك هذه الدول مصادر تمكنها من الاستمرار في الدعم في حالة الاستنزاف الطويلة لمواردها بالدعم.
ت- الدول الأوروبية عموما لا تسعى لأي تدخل قد يرهق اقتصادها أو قد يغضب جارتها الروسية والصينية.
ث- تقوم الدول هذه بدور التغطية على الخطة الدولية القاضية بانهاك المعارضة وتجفيف منابع الدعم والسيطرة عليها عبر مجموعة من التصريحات الكلامية واللفظية من دون منعكسات حقيقية على الأرض والتجنيد والإعلان الجهادي اللفظي الرنان باساليب وهمية وإعلامية فقط بحيث تتم عرقلة أي جهد حقيقي لدعم المعارضة ماديا ومعنويا وتدفع رجال الأعمال بالتراخي والتأخر عن الدعم أو تحويل الدعم لمصبات مسيطر عليها دوليا.
5. مؤتمر جينيف 2 وخفايا الطاولة:
أ- يجب دفع طرفي النزاع للقبول بشروط اللعبة الدولية المتفق عليها بين الدول الكبرى " أمريكا وروسيا " ولا يمكن فعل ذلك إلا عبر ضمان انهاك كل طرف واستنفاذه كل خياراته ونقاط القوة التي يستند عليها لكي يأتي لطاولة المفاوضات مكسور الإرادة وعلى استعداد تام بالقبول بأي شروط تتفق عليها الدول الكبرى.
ب- تعيين دولة وسلطة وحكومة انتقالية مرضي عنها وتحت اشراف أشخاص ممن يعرفون خفايا النظام العالمي ويستطيعون أن يديروا البلاد بثبات وقوة ويوصلوه بأمان للضفة المقابلة المرضي عنها دوليا " كمناف طلاس "
ت- وكأي لعبة ديمقراطية مسيطر عليها زجت الدول الكبرى بجميع الشخصيات الخارجية كطلاس وخدام ورفعت وهيثم مناع وغيرهم واحتسبتها على المعارضة الداخلية بحيث يتم اضعاف صوت نبض الشارع المفترض أن تمثله معارضة الائتلاف وتمييع أي معارضة اسلامية تظهر على السطح بحجة القرار الديمقراطي والإجماع.
بخلاصة لامساعدة ولادعم إلا للمرضي عنه دوليا ويقبل بشروط الالتفاف على مبادئ الثورة ويضمن أمن اسرائيل.