هو المختار بن أبى عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفرة بن عميرة بن عوف بن ثقيف الثقفى ....
أسلم أبوه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولم يره فلهذا لم يذكره أكثر الناس فى الصحابة وإنما ذكره ابن الأثير فى الغابة وقد كان عمر بعثه فى جيش كثيف فى قتال الفرس في معركة الجسر ...
وكان له من الولد : صفية بنت أبى عبيد وكانت من الصالحات العابدات وهى :زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب ،وكان عبد الله لها مكرما ومحبا وماتت فى حياته ....
أما أخوها المختار هذا:
فانه كان أولا ناصبيا يبغض عليا بغضا شديدا وكان عند عمه فى المدائن وكان عمه نائبها فلما دخلها الحسن بن على خذله أهل العراق وهو سائر الى الشام لقتال معاوية بعد مقتل أبيه فلما أحس الحسن منهم بالغدر فر منهم إلى المدائن فى جيش قليل فقال المختار لعمه لو أخذت الحسن فبعثته إلى معاوية لاتخذت عنده اليد البيضاء أبدا...
فقال له عمه: بئس ما تامرنى به يا ابن أخى ، ثم صار إلى ابن الزبير بمكة فقاتل معه حين حصره أهل الشام قتالا شديدا...
ثم بلغ المختار ما قال أهل العراق فيه من التخبيط فسار إليهم وترك ابن الزبير...
فسار إليها وكان يظهر مدح ابن الزبير فى العلانية ويسبه فى السر ويمدح محمد بن الحنفية ويدعو إليه وما زال حتى استحوذ على الكوفة بطريق التشيع وإظهار الأخذ بثأر الحسين وبسبب ذلك التفت عليه جماعات كثيرة من الشيعة وأخرج عامل ابن الزبير منها واستقر ملك المختار بها ثم كتب إلى الزبير يعتذر إليه ويخبره أن ابن مطيع كان مداهنا لبنى أمية وقد خرج من الكوفة وأنا ومن بها فى طاعتك فصدقه ابن الزبير لأنه كان يدعو إليه على المنبر يوم الجمعة على رؤس الناس ويظهر طاعته
ثم شرع فى تتبع قتلة الحسين ومن شهد الوقعة بكربلاء من ناحية ابن زياد فقتل منهم خلقا كثيرا وظفر برؤس كبار منهم كعمر بن سعد بن أبى وقاص أمير الجيش الذين قتلوا الحسين وشمر بن ذى الجوشن أمير الألف الذين ولوا قتل الحسين وسنان بن أبى أنس وخولى بن يزيد الأصبحى وخلق غير هؤلاء وما زال حتى بعث سيف نقمته :إبراهيم بن الأشتر فى عشرين ألفا إلى ابن زياد وكان ابن زياد حين التقاه فى جيش أعظم من جيشه فى أضعاف مضاعفة كانوا ثمانين ألفا وقيل ستين ألفا فقتل ابن الأشتر ابن زياد وكسر جيشه واحتاز ما فى معسكره ثم بعث برأس ابن زياد ورؤس أصحابه مع البشارة إلى المختار ففرح بذلك فرحا شديدا......
ثم إن المختار بعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير ومن معهما إلى ابن الزبير بمكة فأمر ابن الزبير بها فنصبت على عقبة االحجون
وقد كانوا نصبوها بالمدينة وطابت نفس المختار بالملك وظن أنه لم يبق له عدو ولا منازع فلما تبين ابن الزبير خداعه ومكره وسوء مذهبه بعث أخاه مصعبا أميرا على العراق فسار إلى البصرة
فجمع العساكر فما تم سرور المختار حتى سار إليه مصعب بن الزبير من البصرة فى جيش هائل فقتله واحتز رأسه وأمر بصلب كفه على باب المسجد وبعث مصعب برأس المختار مع رجل من الشرط على البريد إلى أخيه عبد الله بن الزبير........
ثم زالت دولة المختار كأن لم تكن وكذلك سائر الدول وفرح المسلمون بزوالها وذلك لأن الرجل لم يكن فى نفسه صادقا بل كان كاذبا يزعم أن
الوحي كان يأتيه على يد جبريل........القصة باختصار.