من يحجر على المجانين في مصر والجزائر ؟؟ ... بقلم : جابر الغاب مساهمات القراء
عندما يجن فردا يمكن الحجر عليه اما من قبل ذويه او من قبل السلطات الرسمية ، ووضعه في مصح عقلي ان لزم الأمر . ولكن عندما ينتاب الجنون اعدادا مليونية وينجرف معها نخبا سياسية وفنية وحزبية فكيف ، ومن سيحجر على هذه الملايين ؟؟
كيف سنحجر على كل هذه الجماهير الهائجة من الأشقاء في بلد المليون ونصف المليون شهيد ، وفي مصر أم الدنيا بعد أن فقدت ذاكرتها وأطلقت العنان لغرائزها فاذا بالمصري يتهم شقيق وحبيب الأمس (بالبربري) واذا بأحفاد المليون ونصف المليون شهيد يتنكرون لكل ما قدمته مصر عبد الناصر لثورة الجزائر العظمى التي أعادت للجزائري هويته وكرامته التي يتغنى ويفاخر بها اليوم !!!
هل يعقل أن تفقد الشعوب ذاكرتها بهذه السهولة وهي من يقال فيها أن ذاكرة الشعوب لا تنسى؟؟؟
هل يعقل أن كرة دائرية لا ترى ولا تسمع ولا تدري ما يدور حولها ومن اجلها تتقاذفها الأرجل في كل اتجاه تجعل الملايين تدور حتى تصاب بالدوخان ومن ثم لا تدري ماذا تقول ولا ماذا تفعل !!!
هل يعلم الجزائري الذي تنكر بلمحة بصر، لا تكفي لشوط كرة في شباك منافسه، لكل ما قدمته مصر عبد الناصر ، وأقول عبد الناصر ،لثورة الجزائر انما يوجه اهانة لكل رموز الشعب الجزائري التاريخيين والوطنيين ،الأموات منهم والأحياء وفي مقدمتهم عبد القادر الجزائري وعبد الحميد بن باديس وعبد الحميد الابراهيمي وديدوش مراد ومفدي زكريا وأحمد بن بلة
وهواري بو مدين ومحمد بو ضياف وحسين اية أحمد ..وغيرهم الكثير الكثير... وبالتأكيد هناك أشقاء كثر قدموا أيضا الكثير
لدعم ثورة الجزائر ولكنني أشرت الى مصر عبد الناصر لأن الحرب الكرةـ سياسية هي اليوم بين مصر والجزائر ونأمل أن لانسمع ببرقيات التأييد تنهال من هنا وهناك مؤيدة لهذا الطرف أو ذاك ومساندة له في حقه بالدفاع عن وحدة أراضيه الكروية
ودحر أي عدوان تتعرض له حدود ملاعبه ومرماه ، وتطالب بالضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ بالتصدي لكرة يقذفها أحد لاعبيه ...
وبالمقابل أبهذه البساطة يمحو بعض الاشقاء في مصر الالاف من الصفحات من تاريخنا الذي كنا نعتبره الى ماقبل (معركتي )القاهرة والخرطوم تاريخا مشرقا ونتحدث به عن بطولات البربري طارق بن زياد وبقذقة كرة باتوا يكيلون الشتائم لشعب الجزائر وأنهم بربر وسلوكهم ما كان الا تعبيرا عن بربريتهم !!! وهل يدري اولئك الجهلة ان الانتماء للعرق البربري هو شيء
والانتماء للسلوك البربري أو ممارسة السلوك البربري في اللغة هو شيء اخر ، وأن من تحدثوا عن شعب الجزائر العظيم بهذه اللهجة واللغة هم من يمارس السلوك البربري ، وأن الكثير ممن يعيشون بين ظهرانينا يمارسون السلوك البربري كل يوم
وبذات الوقت يختبؤون خلف الحديث عن الحضارة والتمدن !!!وهل الحالة التي يعيشها العرب عموما من تشرذم وفرقة وانقسام ان هي الا انعكاس لمسلكية وذهنية بربرية أو حالة انفصام مزمنة في ثقافة وبنية العقل العربي الذي لايعي مدى التناقض الصارخ والفاضح بين ما يقول وبين ما يفعل !!! فهل أضحت الروابط التي نتحدث عنها بين ابناء الامة الواحدة
مجرد كلام في كتب التاريخ أم أن هناك في مصر والجزائر من هم بأمس الحاجة الى مسألة عرضية كهذه لتحويلها الى مسألة
وطنية تتعلق بالكرامة والسيادة والاستقلال والشرف وخدمة مصالحهم الداخلية باللعب على عواطف ومشاعر الملايين من البسطاء والحمقى في اَن معا !!! طبعا هذا احتمال قائم ولكن يجب أن نعي أيضا أن هناك البعض ،وأقول البعض ،في البلدين لو تمكن لأخرج مصر والجزائر من ثوبهما العربي والإسلامي وقد وجدوا فيما حصل نافذة للدخول وصب الزيت على النار وتيئيس الشعبين من روابط العروبة والاسلام ...
من شاهد احتفال الجزائر بعودة فريقها المنتصر يعتقد أن هؤلاء قد احتلوا فرنسا وقرروا أن يمكثوا على صدور الشعب الفرنسي مائة وثلاثون عاما كما فعل الفرنسيون بالشعب الجزائري ...ومن شاهد غضب الجماهير في مصر يعتقد أن هذا الغضب بسبب عدوان اسرا ئيل على غزة وقتل وجرح الالاف من أبناء العروبة والإسلام .... ولكن عندما تكون هذه الافراح والأتراح من أجل ركلة كرة فحينها ما بوسعنا الا أن نردد : ياامة قد ضحكت من جهلها الأمم .....
انه لأمر معيب حقا وعلى العاقلين في مصر والجزائر وضع حد حاسم لهذه المهذلة التي جعلت من البلدين أضحوكة لدى الشعوب الاخرى ، ومثار تندر وشماتة لدى أعداء البلدين ....
وأخيرا يحيرني دوما السؤال لماذا بعض العرب ، وأقول بعض العرب ،أشرس من الضباع وأفتك من الذئاب على الاشقاء ، ولماذا هم أوهن من الفئران وأجبن من القطط أمام أعداء الأمة؟؟؟؟؟