الحاجة أم إبراهيم، حكاية لمعجزة ربانية، عنوانها العريض، ماء زمزم، دعاها التشبث بالأمل المقرون برحمة الله والدعاء له، حتى شفيت من سقم لازمها لسنوات طوال.
فالحاجة البالغة من العمر 63 عاما، صاحبها مرض "سرطان الدم" الخبيث طيلة ثلاث سنوات رفضت خلالها تناول أي جرعات من الدواء، وأصرت على معالجة نفسها بالدعاء إلى الله، حتى أخذتها رحمته تعالى إلى "ماء زمزم" الذي استخدمته لمدة ستة أشهر ليبارك لها طبيبها المعالج بتخلصها من المرض.
وفي التفاصيل، عمدت الحاجة أم إبراهيم التي التقتها "الحقيقة الدولية" في مدينة إربد، إلى زيارة مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة، حيث راودتها فكرة الاستحمام بماء زمزم من الرأس إلى أخمص قدميها. وقد جلبت معها، عند عودتها إلى الأردن، كمية وافية من الماء، لم تكن تتناول سواه، حتى شفاها الله من المرض الذي أخبرها الطبيب أنه بدا في ثاني مراحله.
كانت الحاجة أم إبراهيم تقرأ أثناء شربها ماء زمزم، الفاتحة والمعوذات وتختتمهما بالصلاة على النبي، فدعاء "اللهم إني أسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة" الذي لم يفارق شفتيها، إلى جانب دعائها: "اللهم يا رب أنا عبدك ومتكلة عليكم، ومن اتكل عليك ما خاب أمله"، لتذهب إلى غسل وجهها بماء زمزم بعد ذلك.
أم إبراهيم، التي كان قلبها يخاطب بارئها بما خطر على بالها من دعاء، نذرت نفسها للصيام كل يوم اثنين وخميس شكرا لله على ما من عليها من فضل، بعدما أظهرت الفحوصات الطبية سلامتها من المرض وأن لا آثار للمرض في دمها.
شفاء الحاجة أم إبراهيم من "لوكيميا الدم" شكل حافزا لها لعلاج نفسها من السكري والديسك عبر شرب ماء زمزم المقرون بالدعاء.
ووفق أم إبراهيم في حديثها لـ"الحقيقة الدولية" فإنها أكدت ان الإيمان النابع من القلب هو الأصل في الاستشفاء بماء زمزم وليس قراءة الآخرين على الماء.
خير ماء على وجه
وتؤكد العديد من الدراسات حول ماء زمزم أنه ماء منفرد بصفاته وتركيبته الكيميائية، الأمر الذي أعطاه صفة خير ماء على سطح الأرض، كما أن له ميزة عن غيره في التركيب، فقد اكتشف بعض الباحثين الباكستانيين بالتعاون مع مركز أبحاث الحج السعودي خلال دراساتهم على ماء زمزم، انه ماء عجيب يختلف عن غيره، فكلما اخذ منه زاد عطاء، وهو نقي طاهر لا توجد فيه جرثومة واحدة! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له) فهذه المياه المباركة تساعد في شفاء أمراض الكلى والقلب والعيون والصداع النصفي، وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة والمستعصية. وبئر زمزم تقع على بعد 21 مترا من الكعبة المشرفة.
حاول البعض تصنيع مياه معدنية لها مواصفات ماء زمزم، ورغم أن نسب مكونات ماء زمزم معروفة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، وهذا يؤكد أحد أسرار الإعجاز الإلهي لهذا الماء.
بينما أثبت العلم الحديث أن ماء زمزم يختلف عن جميع أنواع المياه في العالم وأن فيه تركيبات ربانية خصه الله بها ولم يتوصل أحد إلى سرها رغم معرفة مكوناتها.
ومنذ سنوات أجرى الدكتور محمد عزت المهدي، أستاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية – جامعة عين شمس بمصر – أبحاثاً تؤكد أن ماء زمزم ينفرد بخصائص تميزه عن جميع أنواع المياه في العالم. وتوصل المهدي إلى مجموعة من الخصائص التي يمتاز بها ماء زمزم، فهو ماء لا يتعفن ولا يتعطن، ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته، وأنه في هذا مثل عسل النحل، الذي لا يتأثر بتعرضه للجو، مختلفاً في ذلك عما يحدث لجميع أنواع المياه الأخرى، مثل مياه الأنهار والبحار والأمطار والمياه الجوفية، ويرجع ذلك إلى مكوناته الكيميائية، التي تمنع نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات.
في السياق ذاته توصلت العديد من الأبحاث والدراسات الطبية إلى أن ماء زمزم، من أعظم المياه المعدنية المستخدمة في العلاج والاستشفاء على مستوى العالم! ومن الأمور العجيبة في ماء زمزم، أنه حلو الطعم، رغم زيادة أملاحه الكلية، فلا يشعر من يشربه بملوحته العالية، ولو أن نسبة الأملاح الموجودة في ماء زمزم، كانت في أي ماء آخر، لما استطاع أحد أن يشربه!
ويؤكد الطب الحديث أن مياه زمزم مياه عسيرة (Hard water) لغناها بالكالسيوم والمغنيسيوم. وقد دلت الأبحاث العلمية الحديثة على أن مرض شرايين القلب التاجية (الذبحة الصدرية أو جلطة القلب) ربما يكون أقل، حدوثا في المناطق التي يشرب سكانها المياه العسرة.
مياه زمزم مياه غازية
والمياه الغازية هي المياه الغنية بالبيكربونات. ولو نظرنا إلى تركيب مياه زمزم لوجدنا أنها تحتوي على 366 ملغ /ليتر من البيكربونات. وتزيد كمية البيكربونات الموجودة في ماء زمزم على تلك في ماء "إيفيان" الشهيرة والتي تبلغ 357 ملغ / ليتر.