لي مع ذكرى مجزرة جسر الشغور حكاية نخرت رأسي منذ كنت طفلا 13 عاما: فقد
سمعت سائق تراكس يروي كيف أجبروه على حفر ثم ردم حفرة في المقبرة الشمالية
لمدينة ادلب(الرام)، دحرجوا فيها من سيارة نقل حجارة (قلاب) 40 جثة بشرية
من جسر الشغور، وكيف طلب منه الضابط أن يرد التراب على الحفرة فصرخ "سيدي
في ناس عم تتحرك"، فوضع الضابط مسدسا في رأسه وصاح به "رد التراب"، وهكذا
فعل. لكني لا أزال أذكر وجه تلك المرأة الجسرية
المكسو نورا وحزنا والتي كانت تأتي لزيارة التلة وتؤكد أنها تعرف أن ابنها
مدفون مع آخرين فيها، كنت أراها كلما ذهبت مع أمي لزيارة قبر اختي
الصغيرة. والحادثة الأخرى أني شهدت بأم عيني يوم دخل الجيش الى ادلب
"للتفتيش" كيف جروا شابا مربوطا من رجليه بالسيارة من الحارة المجاورة وكان
رأسه يمسح بالأرض حتى غدا بلا رأس فقط بجلدة وجهه. لقد قتلوا خيرة شباب
ومتعلمي حارتنا فكيف ننسى. وكبرنا وكبر هول مارأيناه في داخلنا. من فظاعة
جرائمكم... ســــــــــــــــــــــــــــو?ريـة حـرة
.
غسان عبود