قال الإما م الغزالي رحمه الله تعالى ردا على الزمخشري لما سأله عن مسألة الإستواء في حق الله تعالى:
قل لمن يفهم عني ما أقول قصًر القول فذا شرح يطول
ثم سر غامض من دونه قصرت والله أعناق الفحول
أنت لا تعرف إياك ولاتدري من أنت ولا كيف الوصول
لا ولا تدري صفات ركبت فيك حارت في خفاياها العقول
أين منك الروح في جوهرها هل تراها فترى كيف تجول
وكذا الأنفاس هل تحصرها لا ولا تدري متى عنك تزول
أين منك العقل والفهم إذا غلب النوم فقل لي يا جهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف يجري فيك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدري من على العرش استوى لا تقل لي كيف استوى كيف النزول
كيف يحكي الرب أم كيف يرى فلعمري ليس ذا إلا فضول
فهو لا أين ولا كيف له وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فوق له وهو في كل النواحي لا يزول
جل ذاتا وصفات وسما وتعالى قدره عما تقول