[center]
ليس منا من دعا إلى عصبية :
واقتلع صلى الله عليه وسلم جذور الجاهلية وجراثيمها ، وحسم مادتها ، وسد كل نافذة من نوافذها ،
فقال : (( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية)،
وعن جابر بن عبد الله قال : ((كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار . فقال المهاجرين : يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوها إنها منتنة )
وحرم حمية الجاهلية ، وقيد ذلك التناصر الذي جرت الجاهلية العربية على إطلاقه ، فكان من الأمثال السائرة وشرائع الجاهلية الثابتة . (( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من نصر قومه على غير الحق ، فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه )) ،
وتغيرت بذلك نفسية العربي وعقليته حتى أصبح ذوق المسلم العربي لا يسيغ ذلك المثل العربي السائر ،
فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم مرة : (( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) لم يملك نفسه ، فقال : (( يا رسول إذا نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه .