عزيزي العضو في منتديات أنوار الاسلام لسنا نتحدث بالسياسة
فالموضوع منقول عن موقع سيريا نيوز الموقع الرسمي لشكاوى المواطنين في سوريا وليس بالضرورة ان يكون الموضوع يعبر عن رؤية منتديات أنوارالاسلام
الموضوع لكاتب وشاعر وأديب من بلدنا الحبيب
وهوالشاعر عبد الرزاق درباس أبو محمد من كفرسجنةالركايا> وهوشاعرمعروف ولغوي
له عدة مجموعات شعرية ودراسات نقدية
ومن دواوينه " ليلى وأحلام الرجال " " عابر سبيل " " عصافير الدم " " أجنحة الكلام " " وشم على جدار الروح "
وبعض المخطوطات الأخرى
عدل بواسطة المدير العام
لاشك أن قرار مصادرة الدراجات النارية ذوات العجلتين كان ضربة مميتة للمجتمع سواء في المدن و الأرياف ، و لا أخص محافظة إدلب فقط بل ينسحب الوضع على كل محافظات قطرنا العربي السوري، لكن يبقى له في إدلب النكهة المختلفة للأسباب الآتية:
· غلبة الطابع الريفي الزراعي على المحافظة ما يتطلب عددا أكبر من الدراجات .
· قرب القرى و المدن من بعضها ما يجعل الدراجة أنسب وسيلة نقل .
· الكثافة السكانية المرتفعة ( مليون و سبعمائة ألف نسمة ) .
· اطمئنان الناس للدراجات على أنها واقع و الدولة تعرف و تتسامح معه.
· طبيعة الأراضي السهلية المنبسطة التي لا تشكل عائقا أمام الدراجات .
و على ذلك لا تخلو أسرة من دراجة نارية أو اثنتين في كل مدن و قرى المحافظة ، فهي من أسياسيات مقتنيات الأسرة كالثلاجة و المدفأة و لا يمكن تسيير أمور الحياة اليومية من دونها
و جاءت الحملة المفاجئة للدوريات المشتركة من شرطة و جمارك وغيره ..
على الطرقات الرئيسة و الفرعية و الزراعية و بوابات المدارس و محيط الدوائر الرسمية و هي شبيهة لتأخذ الدراجة من الطالب الذاهب لمدرسته و الموظف المغادر لوظيفته و الفلاح الغادي لحقله و الزائر القادم لأرحامه في العيد و الشرطي الذاهب لمخفره إذ معظم عناصر الشرطة يستخدمونها .
أولا – أين ذهبت الدراجات الأخرى الـ 2500 و التي لم تُسلَّم لمعمل الحديد ؟؟؟
ثانيا – لماذا كانت الدراجات المسلمة للمعمل كالدجاجة المنتوفة ، مسروقة العجلات و الأضواء و البطاريات و المرايا و الـ ..... .
ثالثا – ماذا سيعمل المواطنون الذين صودرت دراجاتهم ؟
رابعا – ما الضرر الذي تشكله هذه الدراجات على الاقتصاد الوطني ؟؟
خامسا – من هرّب هذه الدراجات و أدخلها البلاد بالملايين علنا جهارا نهارا؟؟
سادسا – ما البديل الذي وفرته الحكومة للاستغناء عن الدراجات ؟
سابعا و ثامنا و عاشرا – كيف و متى و أيّ و لماذا و أين وما وهل وكل أدوات الاستفهام؟
إن المواطن السوري ضحية هذه القرارات الارتجالية التي لا تراعي مصالحه و التي تتخَذ لأسباب خاصة و الدليل أن الحملة العتيدة لمصادرة الدراجات في أوجها و تم طرح دراجات أخرى جديدة في الأسواق ليشتريها المواطنون الذين صودرت دراجاتهم و اللبيب من الإشارة يفهم ( أنتم تصادرون ، و المواطن محتاج دراجة ، و نحن نبيعه من جديد ، و هكذا .... )
كلنا مع مكافحة التهريب ، و صيانة أرواح الناس و تنظيف البيئة فهذه بديهيات وطنية يلتقي عليها المواطن و المسؤول ، لكن :
1 - مكافحة التهريب الحقيقية تكون على المنافذ الحدودية البرية و البحرية و الجوية لا في بيوت الناس و مدارسهم و حقولهم و العاقل يقطع المياه من النبع و لا يكسر أكوابه على شفاه الظامئين .
2 - السيارات تزهق الأرواح أكثر من الدراجات و بلدنا الغالي سورية من أكثر دول العالم بوفيات حوادث السير 2% من عدد السكان سنويا و تلك نسبة مخيفة فلماذا الدراجات فقط؟؟
3 - دخان الدراجات بسيط و لا يلوث البيئة و مصروفها اقتصادي عكس السيارات .
4 - هل الحكومة كل مشكلات البلد الداخلية و الخارجية و لم يعد لديها مشكلة ماء و كهرباء و اسمنت و غاز و مازوت و مشافي و شوارع و صرف صحي و تعليم و جرائم و فساد و رشوة و محسوبية و اتصالات و فقر و تلوث و انتهت من كل ذلك و لم يبقَ لديها إلا الدراجات ؟
مشاهد و لقطات :
· في مدينة خان شيخون صادفت الدورية رجلا عاجزا أضاف له الحداد عجلتين خلفيتين و كرسيا خاصا يناسب إعاقته و هرب أصحاء الجسم و ارتبك المسكين فلم ينجح في الهرب فصادرت الدورية الغيورة على اقتصاد الوطن دراجته و رمته على الرصيف فاحتضنه المارة و أوصلوه بيته مكسور الخاطر .
· في إحدى القرى الكبيرة بمنطقة معرة النعمان داهمت الدورية المغوارة ثانوية و بداخلها أكثر من 300 دراجة للطلاب و المعلمين فتصدى لها المدير و المدرسون و هددوا بإخراج الطلاب للمواجهة مع الدورية و ليكن مايكون ، ثم توصلولوا لحل يمنع الدورية من (السطو) على الدراجات داخل حرم المدرسة و يتيح لها تطبيق القانون في الشوارع و الأزقة و الدكاكين و اللكروم القريبة .
· في مقسم هاتف إحدى قرى منطقة أريحا أكمل الموظفان دربهما للبيت مشيا على الأقدام لمسافة 4كم بعد مصادرة دراجتيهما في منتصف الطريق إثر عودتهما من العمل .
·
· في منطقة حارم كان أحد الآباء عائدا من عيادة طبيب الاطفال يحمل صغيره أمامه على الدراجة فأخذوها و عاد الأب يحمل ابنه المريض و وصفة الدواء الذي لا أتوقعه يشفي بعد ذلك ، و قد تندّر أحد هم فتوقع زيادة أسعار الحمير و رواج سوقها الكاسدة .
أخيرا سلاما لكل من يسهر على تطبيق القانون و حماية أرواح و ممتلكات المواطنين و يصون الأمن من كل من يريد العبث فيه ، و لمسة مواساة لكل من خسر دراجته و أنفق من مصروف أولاده 30ألف ليرة في ضيق الشتاء لشراء دراجة جديدة من المهربين القدماء الجدد و همستي في أذن المسؤولين أن يكونوا بمستوى كفاح هذا الشعب و جهاده في سبيل لقمة العيش الكريم و أن يبادروا للتفريج عنه بدل الإمعان في إذلاله و إفقاره .
سلامي لإدلب الخضراء و من خلالها لوطني الأكبر و الأجمل سورية من البوكمال شرقا لجزيرة أرواد غربا و من جرابلس شمالا إلى درعا جنوبا و كل قرارت حكومية وأنتم بخير.
بقلم عبد الرزاق درباس - سيريا نيوز - كفرسجنة