بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين وصلى الله وسلم على المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون صلاةً وتسليماً دائمين متلازمين مع البركات
وبعد :

جزاكم الله تعالى خير الجزاء سيدي محب الحبيب صلى الله عليه وسلم على نقل هذا المقال ليكون تحت مجهر التصويب

إذ تتجلى في هذا المقال الذي من المفترض أن يكون " تحقيقاً صحفياً " بعض أبرز آفات العمل الصحفي في زمننا من انعدام للتحقيق والتدقيق في بعض الأحيان

ويبدأ الافتقار إلى التحقيق والتدقيق في عنوان " التحقيق " الذي لا يدل أبداً على مضمونه

فعنوان " التحقيق " هو عن مقام السيد أبي الهدى الصيادي رضي الله عنه بينما المقام المشار إليه في صلب الموضوع هو مقام سيدنا السيد أحمد الصياد ـ رضي الله عنه ـ جد السلالة الصيادية
بينما مقام السيد أبي الهدى رضي الله عنه هو في حلب إن كان المقصود به ضريح السيد أبي الهدى رضي الله عنه

نعم جامع التكية الرفاعية في خان شيخون هو مقام للسيدين الرواس وأبي الهدى رضي الله عنهما لكن المقال يفترض أنه يقصد بالمقام الضريح بدليل حديثه عن ضريح السيد الصياد رضي الله عنه والتكية في خان شيخون هي ليست ضريحاً ثم إن المقال لم يشر إليها أصلاً

ولكي ينسجم موضوع هذا " التحقيق " مع عنوانه كان يفترض بالمقال أن يأخذنا إلى حلب إلى دار الافتاء حيث هناك يرقد السيد أبو الهدى الصيادي رضي الله عنه !!!

إذاً مقام السيد أبي الهدى الصيادي رضي الله عنه بمعنى الضريح هو في حلب في دار الافتاء بالقرب من قلعة حلب وليس في خان شيخون ولا في متكين المعروفة حالياً بقرية الصياد

وكما في العنوان نجد في الختام نجد ما لاعلاقة له بمعنى التحقيق والتدقيق وذلك في إجابة أمين مكتبة ثقافي خان شيخون عن علاقة السيد أبي الهدى الصيادي بالسيد الصياد رضي الله عنهما وقد جاءت الإجابة عجيبة في تناقضها !!!

ففي اولها قطع أمين المكتبة بعدم العلاقة بين السيدين رضي الله عنهما وفي شطرها الثاني يترك احتمالاً لكون السيد أبي الهدى رضي الله عنه من أحد فروع عائلة السيد الصياد قدس الله سره أو من مريديه

فكيف يجتمع النقيضان في سطر واحد ؟
سبحان الله !
قطع بعدم العلاقة و احتمال لها في عبارة واحد لشخص واحد في مناسبة واحد !

والعجب لا ينتهي من الصحفي صاحب هذا " التحقيق " كيف يمرر هذا التناقض في مقاله دون أن يدفعه هو إلى التحقيق والتدقيق
وقد كان بامكانه بسهولة لو بحث قليلاً أن يعرف أن علاقة السيد أبي الهدى الصيادي بالسيد الصياد قدس الله سره هي علاقة الانتساب في كل من الاصل العائلي والطريقة معاً

فالسيد أبو الهدى الصيادي قدس الله سره يستمد لقبه " الصيادي " من معنى الانتساب إلى العائلة الصيادية والعائلة الصيادية تنسبه إليها أيضاً
كما أنه رحمه الله كان شيخ الطريقة الرفاعية الصيادية في عصره وهذا الأمر واضح جداً ويسهل التوصل إليه بقليل جداً من البحث الذي من شأن الصحفي المحقق !

هذا من باب تدقيق المعلومات

وإلا فثَمَّ تحفظات أخرى على بعض " الآراء والتقويمات ووجهات النظر " الواردة في صلب المقال من قبيل وصف الحركة الوهابية بأنها حركة إصلاحية

وهذا مثار خلاف كبير فالحركة الوهابية هي في اعتقاد أهل السنة والجماعة الأشعرية والماتريدية ـ ختم الله لنا على معتقدهم ـ ليست حركة اصلاحية بل هي حركة بدعية

ولعلماء أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ـ أعلى الله تعالى منارهم ـ ردود على هذه الحركة وتبيين لما تسببت به ـ وما تزال ـ من فتن ومصائب وشقاق

كما أن هناك تحفظاً بل رفضاً جازماً لتقويم ورد في المقال : " السلطان "عبد الحميد" الذي وجد بدوره في التصوف والدين خير سلاح في وجه الحركات الإصلاحية"

وهذا كلام يتنافى مع المعروف من سيرة السلطان المظلوم عبد الحميد الثاني طيب الله ثراه فحاشا للسلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله أن يكون ممن " يستخدمون الدين " ويجعلونه ورقة في الألعاب السياسية

حاشاه وهو الذي دفع عرشه ثمناً لعدم التنازل عن القدس وفلسطين !
حاشاه !
أفيضحي بعرشه ومُلْكِه وسلطانه وعز الامر والنهي من أجل مبدأ ديني ويكون في نفس الوقت ممن يتاجرون بالدين ويستخدمونه ويتوسلون به لمحاربة " الإصلاحيين "
أفيُعْقَل هذا ؟!!!

ثم ما هي " الحركات الإصلاحية " التي حاربها السلطان عبد الحميد الثاني ؟!!!

هل هي جمعية الاتحاد والترقي ومن وراءها من يهود الدونمة ؟!!!

طيب هؤلاء انقلبوا على السلطان وأزالوه عن حكمه لما رفض بيع فلسطين لليهود
فهيا أرونا أي إصلاح عملوه وكان السلطان عبد الحميد رحمه الله يمنعهم منه ب " استخدام الدين " ؟!

ها هو التاريخ شاهد بأنهم لم يفعلوا أي إصلاح بل قادوا غلى خراب الخلافة العثمانية بسبب غلوهم الطوراني وما استتبعه من استفزاز للشعور القومي العربي وبسبب زجهم للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى بلا أي مصلحة حقيقية للدولة مع أي من الفرقاء الأوربيين المنخرطين في تلك الحرب

فياله من إصلاح !

هل هكذا إصلاح يلام السلطان عبد الحميد على محاربته ويتهمه البعض باستخدام الدين لوقفه ؟!
ألا ياليت السلطان عبد الحميد رحمه الله تمكن بالفعل من وقف هذه " الحركات الإصلاحية " التي جلبت لنا الخراب !

على أية حال ثمة نقاط أخرى تثير التحفظ والنقد في هذا المقال لكن هذا من أهم ما سمح به الوقت الآن
والحمد لله على كل حال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين وصلى الله وسلم على المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون صلاةً وتسليماً دائمين متلازمين مع البركات
وبعد :
جزاكم الله تعالى خير الجزاء سيدي الكريم فضيلة الشيخ سمير على ردكم الكريم
وإن كان لم يظهر واضحاً عندي أن مقصد الكاتب من المقام هو المكانة والمنزلة الاجتماعية والتاريخية فإنه بوجود هذه القراءة لمعنى " المقام " لا يبقى لهذه النقطة تلك الأهمية في نقد هذا التحقيق
وقد أسعدني جداً سيدي فضيلة الشيخ ما سطرتموه من كلمات منصفة عن السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى
وللفائدة فإن للشيخ التركي فتح الله غولن حفظه الله تعالى مقالين منصفين عن السلطان عبد الحميد رحمة الله عليه وهما منشوران في موقعه باللغة العربية وعسى إن شاء الله تعالى أنقلهما قريباً لمنتدانا المبارك مساهمة في انصاف هذا السلطان المظلوم المحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولأهل الله تعالى ومساهمة في تعريف القارئ العربي بمكانة هذا السلطان وجهاده جزاه الله تعالى خير الجزاء
كما أن هناك رسالة للسلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ـ بعد خلعه عن العرش ـ إلى شيخه في الطريقة الشاذلية سيدنا الشيخ محمود أبي الشامات ـ قدس الله سره ـ يشرح فيها السلطان المريد لشيخه أبي الشامات سبب وسر خلعه عن الخلافة
وعسى إن شاء الله تعالى أقوم بنقل صورتها قريباً

هذا وأرجو أن يسعدني الله تبارك وتعالى بدعائك لي سيدي فضيلة الشيخ
اللهم آمين ... آمين ... آمين

والحمد لله تعالى